برحيل الإمام الصادق المهدي فقد الوطن البوصلة وغابت القدرة علي التوصيف الدقيق للتحديات وانعدمت المبادرات التي تحمل البدائل السياسية والتنفيذية والمعالجات الشافية لتحديات الوطن وهموم المواطن. وطفق القائمون علي الحكومة يتخبطون بلا هدي وتجاوزت الحكومة مهامها الأساسية ونشطت فى تنفيذ أجندة التغريب والعمالة بلا وجل أو تردد، فتجاوزت واجباتها الدستورية المنصوص عليها بوثيقة الحكم الانتقالي، برغم مظاهر الفشل المتزايد في كل المسئوليات وخاصة تجاه حاجات الناس.
أثبتت تجربة رئاسة الدكتور عبدالله حمدوك للحكومة تخبط وعدم معرفة والمام بشئون الحكم والإدارة. وعدم معرفة بالكوادر الوطنية المطلوبة للمهام المختلفة فأصبح ظهير للادعياء والمتطلعين بلا أدنى مؤهلات للحكم مثله، وأدى ذلك لفشل كل حكوماته التي شكلها فزادت معاناة المواطن وزاد السخط والإحباط في ما آلت إليه الثورة العظيمة من نتائج حتى كاد الناس أن يكفروا بالتغيير، الشيئ الذي شجع فلول النظام القديم على التقاط الأنفاس والتلاقي والخروج علناً والتصريح وتقديم أنفسهم كمنقذين للموقف..
هذا الحال واضح ولا يخفى على أحد ولا ينفع معه التغابي وانما المواجهة الحقيقة وتحمل المسئولية ووضع الإصبع فوق الجرح مباشرة والتصدي له بحسم وبكل شجاعة وتحديد أسباب الفشل ومواجهتها واتخاذ القرارات اللازمة بلا تردد.
كل القوي السياسية ممثلة في قوي التغيير مطالبة بوقفة شجاعة لتقييم الأمر ووضع البدائل العاجلة وأولها ذهاب حمدوك فوراً وإختيار رئيس وزراء جديد، وحكومة رشيقة من اهل الكفاءة وبمهام وبرنامج محدد، تكون من أهم مهامها مواجهة حاجات الناس والتحضير لانتخابات مبكرة خلال ستة أشهر من الآن. وعلى حزب الأمة القومي تحمل مسئوليته التاريخية وقيادة الدفع السياسي إلى ذلك والتهديد بسحب وزرائه وولاته والانضمام إلى الشارع وقيادته قبل أن تنهار الحكومة وتدق المزيكة..
ان من أهم واجبات حكومات الإنتقال التحضير لانتخابات ديمقراطية تحقق ارادة الجماهير في من يحكم وليس هذا العبث والهوان الذي أهمل أهداف الثورة وأضعف الوطن وفتح الدولة للاختراقات وعرَّض بثوابت الأمة بلا وجه حق وأغرى أعداء الحرية..
المقالات
التعليقات