الكثير من الخطباء والكتاب سوف يوثقون لمبدئية الطيب مصطفى وصلابته وموسوعيته وكرمه واعتداده بعقيدته واجتهاداته وانتمائه لهذه الأمة الشاهدة،ولي في حق الرجل كل الذي قيل وزيادة.
ففي أبي الشهيد خصلتان تطلان في خاطري كل ما تذكرته أو التقيته، إني أشهد ما رأيت أحداً أشدُ بأساً في وجه اعدائه وأكثر بشاشةً ورقة في وجه إخوانه من الطيب.
واني أشهد منذ أن عرفت الرجل ما رأيته قط يعطي دينه فضول أوقاته، بل كانت كل كرائم أوقاته لدينه وعقيدته وفكرته حارةً في قلبه وفي عقله ينام عليها ويصحو، حتى أكلت جراح العالم الاسلامي بلظاها صميم القلب وحشاشة النفس، وأحرق جمر القضية الجسد المضنى والنفس المعالي فهوى الجسد المعذب فجراً، وسافرت الروح السنية إلى بارئها وعلى الوجه ابتسامة رضا وعلى الشفاه تمتماتٌ ووصية بأن تبقى الخرطوم حاضرةً أبدا في وجه العاصفة.
مضى أبو الشهيد وقد حجز بطاقة الثُلة المباركة مبكراً ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
التعليقات