الخرطوم : أحمد جبارة

على نحو مفاجئ زار -رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك- مقر لجنة إزالة التمكين ، وفيما أعتبر البعض أن الزيارة تأتي تأكيدا لدور اللجنة الفاعل في حماية الثورة ومكتسباتها ، رأى البعض الاخر ، أن ذات الزيارة بغرض زرع الثقة والتحفيز لإعضاء اللجنة باعتبارهم قاموا بعمل عظيم فيما يتعلق بتفكيك النظام السابق ، وبين هذا وذاك ، يرى أخرون ، أن الزيارة سيكون لها مابعدها حيث ستعطي اللجنة دفعة قوية للإمام ، كما إنها ستفتح “شهية ” اللجنة في مضاعفة عملها والذي في مقدمته كشف فساد النظام السابق ، وتفكيكه لصالح المواطن .
زيارة تاريخية
واستقبل الأستاذ محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة الإنتقالي، الرئيس المناوب للجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد، واسترداد الأموال العامة ، رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك ، خلال زيارته مساء أمس للجنة ، بمقرها بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم ، وأكد الفكى في كلمته أمام أعضاء اللجنة، على الدور المهم الذي تضطلع به لجنة التفكيك، فى المحافظة على مقدرات الشعب وحماية مكتسبات ثورة ديسمبر المجيدة ، وحث أعضاء اللجنة على مضاعفة الجهود خلال الفترة المقبلة لإنجاز المهام الكبيرة التي تنتظرها. ووصف زيارة رئيس مجلس الوزراء لمقر اللجنة واجتماعه بمقرريتها واعضائها بالتاريخية.
ماذا قال حمدوك؟
بالمقابل ، أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك خلال مخاطبته أعضاء اللجنة، دعمه للجنة من أجل القيام بدورها وأداء مهامها ،في تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن، مشيراً إلى أن زيارته للجنة تأتي من أجل تحيتها ودعمها لإنجاز واجباتها ، ورداً على استفسارات عدد من الحضور، أكد دكتور حمدوك أن القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة مؤخراً، تعتبر قرارات قاسية ولكنها ضرورية لإصلاح الاقتصاد وإزالة تشوهاته، داعياً كل المكونات للجلوس والتفاكر حول تلافي آثارها على المواطن ، وجدد رئيس الوزراء، استعداده لإتخاذ أي قرار من أجل خدمة ومصلحة المواطن، مضيفاً أنه لا يحمل أي أجندة خاصة لتحقيق مكاسب سياسية ، وإنما تمثل مصلحة المواطن همه الأول ،وأعلن أن بداية هذا الشهر ستشهد تدفق موارد كبيرة للبلاد سيتم استثمارها في توظيف الشباب، وعبر د.حمدوك عن سعادته بإلتفاف أعداد كبيرة من الشباب، حول لجنة إزالة التمكين، لافتاً إلى أن حماية الثورة ومكتسباتها تقع على عاتق الشباب الذي أنجزها.
عمل اللجنة
وفي العام 2019 ، أعلن رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان تشكيل ما أطلق عليه لجنة “إزالة آثار التمكين” لنظام الرئيس المعزول عمر البشير، ومحاربة الفساد واسترداد الأموال ، ومنذ ذلك التاريخ، انخرطت لجنة “إزالة التمكين” في مصادرة وحجز وحل عديد المؤسسات والمنظمات “للاشتباه” في تبعيتها للنظام السابق وحزب المؤتمر الوطني المحلول ، لكن في ذات الوقت وأجهت اللجنة إنتقادات لاذعة باعتبار أن عمل اللجنة غير صحيح ويخالف القانون لجهة أن الوثيقة الدستورية لم تنص على إنشاء لجنة وإنما تركت كل عمل اللجنة لإجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية ، بينما دافع أخرون على اللجنة معتبرين أن كل عملها يتم وفق القانون وأن مهمامها تاني ضمن مهام ومطلوبات ثورة التغيير التي أطاحت بنظام للمخلوع عمر حسن أحمد البشير .
زيارة موفقة
ويرى القيادي بقوى الحرية الطيب العباس ، أن زيارة حمدوك لمقر لجنة إزالة التمكين زيارة موفقة ومهمة باعتبار أنها تعطي ثقة لإعضاء لجنة إزالة التمكين في أن يمضوا في عملهم الذي نص عليه القانون والذي -بحسب العباس – هو تكفيك نظام الثلاثين من يونيو ، مشددا على ضرورة التواصل مع اللجنة من كل الاجهزة العدلية والتنفيذية والسيادية ، وأضاف ، يجب أن لا تكون لجنة إزالة التمكين جزيرة معزولة عن أجهزة الدولة فهي التي يعول عليها الثوار والشعب السوداني و يجب أن تدعم وأن لا تترك وتعمل بمفردها ، واعتبر خطاب حمدوك امام اعضاء اللجنة بالمشجع والمحفز لهم وإنه يمثل دفعة للجنة إلى الامام ، وقال العباس في تصريح خص به (الجريدة) : إن لجنة إزالة التمكين تقوم بعمل عظيم ، داعيا إلى ضرورة مساندتها والوقوف معها في خندق وأحد .
لماذا الزيارة؟
وفي السياق ذاته ، قال رئيس حزب الامة المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر في إفادته (للجريدة) : إن زيارة حمدوك لمقر لجنة إزالة التمكين تأتي في سياق الاشادة لعمل اللجنة باعتبار أنها لعبت دور كبير في موكب ٣٠ يونيو والذي من خلاله كشفت مخطط تخريبي لعناصر النظام السابق ، ودعا ناصر حمدوك إلى ضرورة أن يطور من أداء عمل لجنة إزالة ، وأن يحثها بأن تعمل وفق للقانون باعتبار أنها لا تعمل الان وفق للقانون ، وقال ناصر ، إن لجنة إزالة التمكين لعبت دور كبير في تأمين الثورة، كما أنها كنثت أثار بقايا النظام السابق لكن يعاب عليها ٱنها ولدت بطريقة غير شرعية ودستورية .
زيارة داعمة
كذلك ، اعتبر المحلل السياسي رأشد التجاني الزيارة بمثابة دعم لعمل لجنة إزالة التمكين ، وقال ، إن الزيارة ايضا بمثابة شكر لها باعتبارها قللت من خطورة حراك ٣٠ يونيو والذي بحسب- رأشد التجاني – كان قد يشكل ضغطا كبيرا على الحكومة وربما إلى إسقاطها لولا العمل الكبير الذي قامت به لجنة إزالة التمكين ، وأضاف (للجريدة) : لجنة إزالة التمكين لعبت دور كبير في موكب ٣٠ يونيو حيث حافظت على سلمية الثورة وهو الامر الذي يتمثل في المؤتمر الصحفي الذي عملته اللجنة والذي من خلاله أحجم عدد كبير من الثوار على المشاركة في الموكب بمجرد ما علموا بأن هنالك جهات تريد أن تستغل الموكب لإجندتها .
الجريدة

التعليقات