متابعة :تارا نيوز
تتجه 4 منتخبات إلى لندن لخوض الأسبوع الأخير في بطولة أوروبا لكرة القدم، وبجانب المعارك المتقاربة الواعدة يمثل الدور قبل النهائي صداما رائعا بين أساليب وخطط مختلفة.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض في كرة القدم أن نهجا معينا هو الطريقة الصحيحة للعب، فالمنتخبات التي وصلت الدور قبل النهائي أكدت أنه لا يوجد خلطة واحدة للنجاح.
وأظهر الرباعي وبطرق مختلفة أنه يمكن للمنتخبات الوطنية الهروب من الصور النمطية والمكررة والظهور بثوب جديد في البطولات الكبرى.
وتطورت إيطاليا تحت قيادة روبرتو مانشيني إلى فريق يلعب بحيوية ويضغط بقوة وينطلق في الهجوم بأعداد بمجرد استعادة الكرة.
وأصبح الحديث الممل عن كلمة “كاتيناتشو”، في إشارة إلى أسلوب اللعب الدفاعي الذي مر عليه أكثر من نصف قرن، خارج السياق ولا يرتبط بأي صلة بفريق المدرب مانشيني.
وما زال الأسلوب الدفاعي يظهر في وجود جيورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي لكن خطط إيطاليا مبنية على الحيوية والتعامل في جانبي الملعب والاستخدام الذكي للعب من قلب الملعب في ظل التفاهم بين لورينتسو إنسيني وفيدريكو كييزا والمهاجم تشيرو إيموبيلي.
وهذا نهج سريع وإيجابي وممتع وساهم في ذلك ظهور لاعبي إيطاليا بحيوية وفي أفضل حال في البطولة.
وعلى النقيض فالطرف الثاني للمواجهة وهي إسبانيا تظهر بشكل قريب من أسلوبها المعتمد على التمرير القصيرة وفتح ثغرات والذي ساعدها على الفوز ببطولة أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010.
ورغم أن الاستحواذ ما زال أساس هذه الفلسفة فالأسلوب تغير بوضوح مع المدرب لويس إنريكي.
فإسبانيا ما زالت تهيمن على الكرة وتضمن ذلك تنفيذ 917 تمريرة أمام السويد، وهو رقم قياسي في نسخة البطولة الحالية، ووصول نسبة الاستحواذ إلى 85%، لكن رغم ذلك فإن الفريق أشرس من سابقيه وأسرع في الانطلاق للهجوم حيث يتحدث المدرب عن الحاجة إلى الاعتماد على الهجوم المباشر.
ويعتمد لوس إنريكي على خطة 4-3-3 كما كان الحال أثناء فترته في برشلونة ويفضل أسلوبا هجوميا أكبر من المدرب السابق فيسنتي ديل بوسكي الذي لعب بدون مهاجم صريح في بطولة أوروبا 2012.
وكانت الحيوية واجتهاد المهاجمين وإجبار دفاع المنافسين على ترك مساحات من العوامل الأساسية في أسلوب لويس إنريكي وهو ما يفسر إصراره على الاعتماد على ألفارو موراتا رغم إهداره للفرص.
كرة قدم إبداعية
وركزت الصورة النمطية للكرة الإنجليزية على الالتزام والاجتهاد والأسلوب البدني المباشر لكن هذا الأمر عفا عليه الزمن أيضا.
ودخل المنتخب الإنجليزي البطولة وهو يملك مجموعة من المواهب الهجومية الرائعة وإمكانية اللعب السريع السلس الإبداعي.
واعتمد المدرب جاريث ساوثجيت، وهو في الغالب يلعب بحذر وواقعية، على اثنين من لاعب الخط الوسط المدافعين وهما ديكلان رايس وكالفن فيليبس خلف ثلاثي الهجوم رحيم سترلينج وهاري كين وجناح أيمن تغير على مدار المباريات الخمس الماضية.
وخلال الفوز 4-0 على أوكرانيا يوم السبت في دور الثمانية في روما لعبت إنجلترا بحرية وبراعة بمجرد تقدمها بهدفين، وسيكون من المثير رؤية متابعة إذا ما كانت ستواصل اللعب بهذا الأسلوب ضد الدنمارك يوم الأربعاء باستاد ويمبلي أم ستعود إلى النهج الحذر كما فعلت أمام ألمانيا في دور الستة عشر.
وربما يكون أفضل وصف لأسلوب إنجلترا هو اندماج بنية دفاعية صلبة وأولوية في الاستحواذ على الكرة مع ترك الإبداع إلى حد كبير بين أيدي ثلاثي الهجوم.
ولطالما لعبت الدنمارك بأسلوب أكثر تطورا عن جيرانها من الدول الاسكندنافية، ويدين فريق المدرب كاسبر يولماند بالفضل في ذلك إلى ثلاثي الهجوم المميز.
فمارتن بريثويت يصنع المساحات التي يستغلها ميكل دامسجارد وكاسبر دولبرج ويضيف ينس ستريجر لارسن ويواكيم مايله قوة للهجوم عن طريق شغل مركزي الظهير الجناح.
ومثل إنجلترا فهناك ثنائي وسط دفاع قوي يتمثل في بيير-إميل هويبرج وتوماس ديلاني.
وبغض النظر عن هوية الفائز في النهائي الأحد المقبل، فيجب الحذر من حديث أي شخص عن أن تلك النتيجة ستؤدي إلى أسلوب معين يجب السير عليه في المستقبل.
فبطولة أوروبا 2020 أظهرت بالفعل أنه لا يوجد نموذج خططي معين لتحقيق النجاح.
التعليقات