كنت هذه المرة برفقة شيخي ومولاي تاج السر ود الفكي ابراهيم خليفة مولاي السيد محمد عثمان الميرغني وراعي السجادة الختمية بالولاية الشمالية .جئنا علي غير موعد مسبق ولم تمض ثوان علي حضورنا حتي سمح لنا الحراس بالدخول وهم في غاية التهذيب والاحترام حين حضورنا كان الشيخ في الركعة الاخبرة في صلاة العشاء حين كان يؤديها في جماعة ومن بعد ان قام بالباقيات الصالحات خف الينا مرحبا وظل ممسكا بيد الشيخ تاج السر حتي انزله منزلته في صالونه الانيق كانت الزيارة لدعوة الشيخ موسي لزيارة الولاية الشمالية ليعد له الشيخ استقبالا ضخما في منطقة الملتقي بمحلية قنتي يجتمع له فيها النوبيين والبديرية والشايقية والهواوير والمناصير وكأفة الوان الطيف بالولاية الشمالية وكان الشيخ قد وعد بالزيارة من قبل ولكن حالت ظروف دون حضوره وتحدث الشيخ تاج السر حديث العارفين واشاد بمواقف الشيخ موسي هلال المشرفة والمحترمة واعتبر ان سجنه كان خلوة له علي طريقة اهل التصوف والطريق واتخذ الحديث بينهما منحي روحي وصوفي ومن المعروف عن الشيخ موسي هلال انتمائه للطريقة التيجانية ثم دلفنا الي عالم السياسة ومنعرجاتها وتوافقت رؤى الشيخ تاج مع رؤي الشيخ في كافة الامور وكان اللقاء من حيث الزمان موفقا فان كان الشيخ يمثل قيادة دينية وروحية لاكبر طريقة صوفية بالبلاد بالاضافة الي ابعاده السياسية كذلك فان الشيخ موسي هلال يمثل رمزا وطنيا وقوميا وسياسيا يتجاوز الاطر الضيقة والانتماءات المحدودة فهو يجمع مابين كونه قائد عسكري عظيم ورمز لقوة عسكرية عظيمة يكون الجميع تحت امرته وقيادته ولكنه يؤمن ايمانا قاطعا وهذا ما قاله لنا في ذلك اللقاء بضرورة دمج جميع القوات في الجيش السوداني العظيم بمل ارثه وتاريخه المجيد ويري ان من مصلحة جميع القوات ان تندمج داخل الجيش لتزيد الجيش قوة علي قوة وهذا ما ظل يردده الشيخ موسي هلال طيلة تواجدنا معه فهو غير مقتنع اطلاقا بوجود اي قوي عسكرية خارج مؤسسة الجيش وهذا غير قابل للنقاش
كان الشيخ موسي هلال في كامل صحته وعافيته حفظه الله ويتمتع بحيوية ونشاط ويتحرك بنفسه لاصدار الاوامر والتعليمات هنا وهناك وكان ينضح وطنية وغيرة علي الاسلام والعروبة مما جعلنا نتأكد ان هذه هي قضيته الاساسية ومنطلقاته الايدلوجية ومابين الاسلام والعروبة يكون الشيخ موسي هلال يقف كالطود الاشم كل محاولات طمس العقيدة الاسلامية وتعاليم واحكام الدين الاسلامي الحنيف ويعتقد ان كانت الطريقة التيجانية هي والده فان بقيه الطرق الصوفية هم اعمامه .ويتجلي الشيخ موسي هلال حين يتحدث عن العرب ويكاد ان يتطاول حتي يبلغ عنان السماء عزة وشموخا وفخرا وكبرياء حتي ليكاد ان يكون فارسا عربيا من لدن عبس وزبيان او ليس هو حفيد طارق ابن زياد الذي فتح الاندلس.
لايفرط الشيخ موسي هلال كما ذكرنا في ثلاث القوات المسلحة وهيبتها والاسلام والعروبة وهو الان ونتيجة تحولات وتحورات لاتري رجل لو اشار باصبعه لهرع اليه مئات الاشاوس من الفرسان المدججين بالسلاح وليس كل مايعرف يقال عند هذا المقام.وما لمسته من حديث الشيخ موسي هلال انه لا ولن يعترف بالواقع السياسي القائم الان ويعتبره (لعب عيال) ولن يرضي اويسمح لنفسه ان يشارك في العبث القائم الان حتي بمجرد ظهوره في اجهزة اعلامه المعطوبة ويعتقد انه لايوجد اي قدر من الحرية والديمقراطية في الوضع القائم الان وان حساباته في البنوك مازالت مجمدة وان ممتلكاته لم تزل منهوبة حتي سيارته الخاصة.
لقاء الشيخ تاج السر ود الفكي ابراهيم مع الزعيم موسي هلال الذي تتجاوز زعامته ارض السودان الي الكثير من دول غرب افريقيا.وهذا اللقاء اعتبره من جانبي لقاء تاريخي جمع مابين الطريقة الختمية التي تشمل شرق السودان ووسطه وشماله ومابين الطريقة التيجانية التي تضم كل غرب السودان وحتي اقاصي غرب افريقيا ومن المتوقع ان تستمر اللقاءات وتتواصل الزيارة وتتحقق الزيارة المنشودة للشيخ موسي هلال الي الولاية الشمالية.

التعليقات