حوار : ملاذ عوض.
له من القراءات أروعها و من الجمال أجزله، تتناغم الحروف بين دفتي يديه محبة و رقة …
حجازي سليمان حجازي خريج قسم الفيزياء كلية العلوم والتقانة جامعة النيلين، عملت في مجال الأشعة الهندسية الصناعية والأشعة الطبية ، ثم مدرسا بعدة مدارس في مدينة ملكال بدولة جنوب السودان، وكنت مغتربا بالمملكة العربية السعودية ، مدينة جدة التي تقبع في ناصية القلب الأولى.
كتبت القصة القصيرة منذ أيام الجامعة ونشر لي عدد منها في الصحف السودانية والإلكترونية.
لدي مجموعة قصصية تحت الطبع وعدة دراسات عن الرواية والقصة القصيرة.
*بداية رأيك في الأدب السودان كقارئ و كاتب و ناقد من ناحية جمالية..؟
الأدب السوداني … بيئة جمالية تضج إبداعا ومعرفة كجنان خالدة الألحان، كلما تمر خلالها تستقبلك عصافيرها تغريدا، وإذا غصت ستدهشك بأريجها المفعم.
الأدب السوداني مما لاشك فيه لا يقل أهمية من غيره في البلدان، بل يمكن أن يتفوق على كثير منها ، مما فيه من معالجة ودراسات نقدية ذاتية لتقويم المجتمع وتصحيح معانيه ، حيث المتخيل يعالج الواقع بصورة لا تخلو من جمال حيث يقودك إلى معالم جغرافية وحقب تاريخية، طالما أنت تقرأ ستعرف الكثير والكثير المفيد.
*رغبة الإنسان (الشباب)على القراءة تزداد و العبارات التي تحث على القراءة كثيرة ، و رغم هذا نجد هناك فارق مادي كبير يشد للبعد عن القراءة تعليقك على سوق الكتب الآن..؟
سبل المعرفة متوفرة حاليا أكثر من السابق ولكن رغم ذلك كانت نسبة المعرفة قديما أكثر وأيضا الإطلاع ، لكل زمان آلياته المعرفية، اليوم لدينا الكثير من السبل التي تجعل المعرفة قريبة من النفس، هذا ساعد بصورة ملحوظة في فئة الشباب وذلك لتعلقهم الدائم بالإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة معرفية مهمة.
الكتاب الورقي مهم للغاية لسهولة تنقله ويمكن أن يختصر مسافات وأزمان بعيدة، ربما يشاركه في هذه الميزة الكتاب الإلكتروني، وأيضا يمكن توفره في الهاتف في صيغة 𝑷𝑫𝑭، رغم كل هذه المحفزات إلا أن هنالك عثرات تواجه الكتاب في طريقه للانتشار، موجة الجفاف الاقتصادي الضاربة التي تجتاح كل البقاع، أثرت بطريقة. مباشرة وغير مباشرة في ارتفاع سعر الطباعة وسعر الشحن الدولي وسعر الترحيل المحلي، ضاعف زيادة تكلفة الكتاب. وبذلك يصعب الحصول عليه مع المتطلبات اليومية، وأيضا ارتفاع أسعار الاشتراكات في شبكات الاتصال تماشيا مع حالة الاقتصاد اضر كثيرا ولكن رغم كل هذه العقبات .. إلا أن هنالك ثورة أدبية كبيرة ومهمة تزيد من نسبة الوعي وسط أفراد المجتمع، وتجعل الأدب يتجول بين الناس، شعرا وقصة ورواية ومسرح وموسيقي وطربا أصيل.
*في الأوان الأخيرة حدث تطور ملحوظ في أن السودان أصبح يكتب بصورة كبيرة و متميزة، تعليقك و بماذا تنصح الكُتاب ..؟
اصبح لدينا عدد مقدر من الكُتاب وخصوصا الشباب واليافعين، في كل ضروب الأدب، وهناك إصدارات وعناوين جديدة كثيرة جدا، في القصة القصيرة جدا وفي القصة القصيرة وفي الرواية والدراسات النقدية وفي الشعر. وأيضا هنالك فعاليات كثيرة وبدورها تعرف الكتاب بالقراء وتعرف القراء بالكِتاب، وأيضا لدينا كتاب من جنسيات عربية متواجدين في الخرطوم ، لهم إسهامات في إثراء الساحة المعرفية والثقافية ولا يمكن تجاوزهم بأي حال من الأحول، لأن تجاربهم ناضجة وفعالة في الوسط المحلي والإقليمي وكذلك العالمي واذكر على وجه الخصوص القصة القصيرة جدا للمبدع والمتفرد القاص السوري محمد إبراهيم نوايا. الذي اصدر أخر مجموعة له من القصة القصيرة جدا( قصص الشطرنج، ثورة الحجارة) ، كما لا يفوتني كتاب الخواطر والنثر أيضا لهم إسهامات مقدرة.
وتقريبا الدراسات النقدية لها دورها في تقويم الكتاب وإرشادهم بصورة تجعلهم في المصاف وأيضا الجوائز لها دور فعال ومعتبر في إظهار المواهب والمشاركات المبدعة.
أرى أهم شيء التجويد في الكتابة وعدم الاستعجال في الطباعة، و أتمنى من دور النشر مراجعة كل الأعمال وتصحيحها لغويا وفنيا حتى توضع في قالب يجعلها أكثر جاذبية.
*ضع العالم نصب عيناك و أرسل رسالة من كاتب سوداني ماذا سيكون محتوى الرسالة مع اختيار العنوان ..؟
الكاتب الجيد سيعرفه العالم ويتعرف عليه كل إنسان يصل إليه إبداعه، الموهوب سيجد حظه ومكانه المقدر من زوايا الرؤية الخاصة بالتعرف على جمالياته.
فنحن في السودان نكتب بلغة القلب والمحبة وكما علمنا أمير الرواية العربية المبدع الروائي السوداني أبينا في المعرفة والجمال الطيب صالح أوصيكم على المحبة رغم إنها مكرورة ، لدينا كتابنا المبدعين في شتى المجالات.
بالترجمة سيصل إبداعنا إلى كل العالم وكل بلغته التي تخصه حتى يعلم العالم من نحن وهذا الكون يسع الجميع انتبه أيها العالم أن هناك جزء من الكون به إنسان يتعاطى الإبداع بشكل حياتي يومي ومن خلال أدبه يمكن التعرف عليه وعلى ثقافته. نحن القلب النابض عشق سوف لن يكون للأدب طعم سوانا.
*بقلم فلسفي مستخدم ثلاثة كلمات ( حروف ، ليل، بحر) صف لنا حجازي سليمان..؟
حرف دامع يتقطر بحورا من أشواق
كلما داهمت العتمة أيامي
اوقظني صوت الصباح
يجالس الليل تحت سدرة الأمنيات
لا هو بطارد ظلمته
ولا جاعل البريق وميضا من نهار
هسيس الخصل يخضب
أناملي إذ هممت بهش الزهر
الرابض بين شعر المعاني
يخال الجيد أنه ساتره
وما لصبح النبت من أستار
يضئ مقدار ما يسع الكون من جمال
يكتب الحرف الأيام
وحبره بحر من تفاني
وتغشاه ظلمة الليل
وصبحه في الضفة انتظار!!
*شكرا جزيلا جميلا لحسن حديثك استمتع جدا بمحاورتك في مجال الأدب و الحرف كل الود و عظيم محبتي واحترامي لك،،، و شكرا خاص من صحيفة تارا نيوز ..
سعدت جدا بالحديث إليك والحديث معك سعادتي لا توصف عاطر التحايا وعظيم الامتنان
محبتي وشكري لك أستاذة ملاذ عوض وشكري عبرك موصول إلي كل المبدعين في صحيفة تارا نيوز .
التعليقات