نعم الانتقال يمر بتحديات كبيرة جدا. ويحتاج عقول منفتحة وضمائر نقية والي وطنية صادقة والي نفوس كبار تعلو على الانتماءات الجهوية والفكرية والسياسية الي الوطن الواسع، وفوق هذا وذاك تحتاج ارادة وبصيرة تنفذ إلى المستقبل دون الاكتراث كثيرا بما يدور من ضجيج بعضه مصطنع.
نعم، هذه الشروط أصبحت بضاعة نادرة التوفر عند الفاعلين بالمشهد الوطني بعد رحيل الحقاني عليه الرحمة. ولكن برغم كل ذلك فإن الخير موجود في أهل السودان والتنازل من اجل الوطن جبلة نزعوا عليها وحققوا بها ما كان تحقيقه مستحيلا بالحسابات الظاهرة.
وبرغم ما وصل له حال الحكم نتيجة الضعف في قيادة المشهد، في رئاسة الوزراء، وبالحاضنة السياسية، فإن التعامل مع كل التحديات وتجاوز الفشل والنفاذ إلى الإصلاح الشامل للمشهد وارد وموفور، وبتكلفة معقولة.
طبيعي في ظل النظام الديمقراطي الخلاف يظهر ويأخذ أقصي مداه لأننا في أجواء الحرية ومن الخطأ تجريم ذلك.. ولكن الطبيعي أيضا أن تكون هناك فاعلية في التحرك الجاد لتجاوز كل أسباب الضعف بالتشاور والتواصل فيما بين الفاعلين بالمشهد وبتقديم البدائل لأي منظومة وبرنامج سياسي فشل، ولأي كادر سياسي وتنفيذي ثبت عدم كفاءته، وذلك عبر الآليات الديمقراطية والدستورية المعروفة..
إن الثابت الوحيد في النظام الديمقراطي هما الدولة والنظام الدستوري.. وبعدين شنو يعني حمدوك أو البرهان أو قحت او سلك أو أي أفلاطون او كل المنظومة تذهب ويتم ابدالها!!..
حمدوك ليس نبي وانما كادر جيئ به من الغياب وثبت عدم كفاءته. يذهب كل من قصر وفقد القدرة على الإنجاز وكان دون المطلوب لإنفاذ ارادة الثورة. ارادة الثورة قادرة على تجاوز كل الفاشلين وكل الفشل وقادرة على تقديم السياسات الأفضل ومن هم اهل لإنفاذ أهداف الثورة والتقدم بالوطن إلى الأمام.. كوووولو يتغير بإرادة الثورة وعبر الآليات الديمقراطية..
وبعدين شايف الكيزان فرحانين. والأغرب بنفس طريقتهم السابقة طريقة اتحادات الطلاب التي دمرت السودان وقسمته ودمرت كل جميل بالممارسة السياسية والثقافية الوطنية، وحتى ممارسة الأديان وشوهت نماذج التدين عند عامة الشعب، وغسلت شعاراتهم وجعلت قياداتهم مجرمين بنظر أهل السودان وكل العالم وانتهت بهم إلى الجنائية..
لا حمدوك مقدس ولا قحت مقدسة ولا الكيزان بطريقتهم القديمة ممكن يكونوا أي حاجة عندها قيمة للسودان أو لهم أنفسهم. ولا الشيوعي الذي تخلي عن مسئوليته الوطنية وهرب واعتزل المشهد السياسي، سيكون بديلا لهذا المشهد المتلاطم، وانما سيخرج البديل من داخل هذا المعترك النبيل.
اما الكيزان فالأفضل لهم أن يستفيدوا من مدة العزل المنصوص عليها بالوثيقة الدستورية فيعكفوا على مراجعات عميقة لتجربتهم السياسية ولمناهجهم في العمل، لعلها تفيدهم وتشفع لهم وتقدمهم بشكل مختلف للشعب السوداني مجدداً، وتجعلهم جزء من المستقبل، بدل الانغلاق وسجن حزبهم ونفوسهم في ماضي فاشل ومجرَّم بإجماع الشعب السوداني وكل العالم..
المقالات
عبدالله الصادق الماحي يكتب :تحديات الانتقال وافاق الحل
التعليقات