مثلما انه قد أقر مبدأ الحكم الذاتي في ماعرف باتفاق سلام جوبا باعطاء النيل الازرق حق الحكم الذاتي وحقه في أربعين في المئة من الموارد في الأقليم وبنود اخري تضمنها الاتفاق . كذلك فان من حق اقليم البجا ان يطالب بحق تقرير المصير حسب ميثاق الامم المتحدة وفي حالة تعذر ذلك لاسباب موضوعية فان الحد الادني هو الحكم الذاتي لاقليم البجا واعطائه اكثر من سبعين في المئة من موارد الاقليم ومن ذلك عائدات الموانئ والجمارك والضرائب والمشاريع الزراعية والصناعية وعائدات الذهب والبترول وبقية المعادن المستخرجة من ارض البجا. وليس هنالك أي مبررات عادلة تقضي بان يورد اقليم البجا كل عائداته للخزينة العامة في المركز من دون ان تأتيه اي عائدات تذكر من المركز في مجال ضروريات الحياة من اكل وشرب وملبس وعلاج ودواء وكهرباء وماء وصحة وتعليم ومشاريع تنمية.
ان مايحدث الان في اقليم البجا هو انفجار لتراكمات وظلامات تاريخية لابد من الاعتراف بها أولا والاعتذار عنها ثانبا والتعويض المجزي عن كل ما اخذ او نهب من ذهب ومعادن وخيرات اخري .ولن يرضي البجا عن ذلك بديلا .وليس مايحدث الان في أقليم البجا فورة ولكنه ثورة وليس بزوبعة في فنجان ولكنها رياح الهبباي القوية تقتلع الاشجار العاتية وتفيض منها الانهار.واي ابتذال لقضية البجا ووضعها في اطار غير اطارها الصحيح كما ادعي احدهم انها انعكاس لصراعات داخل المركز .أي حديث من مثل هذا النوع من شأنه ان يزيد النار لهيبا.ويؤجج الصراع في شرق السودان. والمقاتلون الشرسون الان قد اعتلوا العوالي محصنون بجبال البحر الاحمر. وهم من يعرفهم التاريخ شدة وبأسا وقتالا. وقدرويت عنهم الروايات وحفلت بهم كتب الحروب والتاريخ حين كسروا المربع الانجليزي بقيادة الامير عثمان دقنة الذي انتدبه الشيخ الطاهر المجذوب ليكون أمير الشرق في الثورة المهدية.
تكوين مؤسسات الحكم الذاتي في اقليم البجا وتحري الدقة و١منتهي الحساسية في التعامل مع قضايا هذا الاقليم الحساسة ولابد من مراعاة المشاعر القوية للثورة البجاوية التي انفجرت وستاتي علي الاخضر واليابس من مؤثرات وتراكمات الماضي البئيس وستعيد الامور الي نصابها ليأخذ كل ذي حق حقه وتوضع الاستراتيجيات في كآفة المجالات و الخطط وتجري الدراسات العميقة لتؤسس دولة أو حكم ذاتي للاقليم يحدد الاولويات ويضع السياسات وينهض بالاقليم الذي عاني التهميش والاهمال عبر كل الحكومات الوطنية ومنذ الاستقلال.
التصعيد الثورى هو مرحلة من مراحل أخذ الحقوق .وبمعايير الرؤي والنظريات الثورية فان ما يحدث في أقليم البجا هو ثورة حقيقية لابد ان تنحاز لها القوات المسلحة.
المقالات
التعليقات