قبل أشهر قليلة ظهر السيد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال إحدى الفيديوهات مخاطباً ضباط صف وجنود القوات المسلحة، بأنه يريد الشباب اللذين قادوا الثورة وصنعوا التغيير بان يتحدثوا ويقولوا رأيهم في هذا المشهد السياسي.

بالأمس وتحت لافتات مستقلة يقودها شباب المقاومة بعد أن نظموا انفسهم وخاضوا الديمقراطية داخل البناء القاعدي بالأحياء، خرجوا في ذكرى 21 أكتوبر مطالبين بمدنية السلطة وذهبوا أبعد من ذلك حيث طالبوا عبد الفتاح البرهان بالرحيل.

الشباب هؤلاء اللذين لم يعرفهم مستشاري البرهان ولم يقتربوا منهم ليعرفونهم بشكل جيد هم وقود هذه الثورة وهم مستقبل هذه البلاد وهم اللذين عانوا من النظام السابق، داخل بيوت الأشباح بالجامعات وبالمعتقلات، وفي أركان النقاش وفي الأحياء وغيرها، لذلك هم لم يقبلوا بأي ردة عن أهداف الثورة.

قبل مواكب الأمس وبجولة معرفية وسط “الديسمبريون” بغرض التواصل والوقوف على رأيهم في مواكب 21 أكتوبر، عرفت مبكراً أن هذا الجيل الذي انتمي اليه(جيل الإنقاذ)، (وقد ولدت أنا معه في أواخر العام ٨٨) ، إنه جيل سيصنع التغيير مهما كانت كلفته لن تهزمه كتابات الطاهر ابوهاجة ولا أحاديث عبد الله مسار ، ولا من فض الاعتصام.

تحدث من تحدث معي ما تعرضوا له من ضرب وذل وإهانة داخل المعتقلات والأقسام ابان ثورة ديسمبر وأنهم تذوقوا كل انواع الضرب والشتائم الاخلاقية منها والغير اخلاقية، لذلك لن يقفوا في وقفة تردد أمام كل من يريد ألعودة بهم إلى تلك الأيام.

هذه الثورة وهذا التغيير وقوده وصناعه هؤلاء الشباب بسلميتهم بقوتهم وبوحدتهم خلف مطالبهم وعدم تميزهم الجغرافي والقبلي بينهم البعض، ونفسهم الطويل في طريق الإنتقال لتحقيق المطالب.

نعم هنالك فئات عمرية اخرى كانت ومازالت جزء من الشارع ومطالبة للتغير وغيرها تقف على الرصيف ولكن هؤلاء الشباب يمثلون الأغلبية فلا طريق ثالث غير الاستجابة لمطالبهم وفتح الطريق لهم ليكونوا جزء من التغيير ومن برلمان الإنتقال القادم…. فهل يسمع برهان!

مخرج :
اللذين يجلسون في القصر هم أيضاً أبناء هذا الشعب وجزء منه ولكن عليهم أن يعلموا أن لكل زمان رجال ولكل جيل ثورته وأن الديسمبريون هم من يشكلون المشهد

مخرج ثاني :
اتأسف جداً اننا بعد كل هذه التضحيات العظيمة للتغيير، أن يخرج البعض تحت لافتة قبلية، جميعنا لدينا قبائل وجميعنا نفخر بها فلا يمكن وضعها في صراع سياسي، على من ينظمون إعتصام القصر ابعاد كل اللافتات القبلية من أمام الخيم، فلا يمكن أن تدعي الناس بشكل قبلي في قضية سياسية… تلك رسالتي إلى أردول وإلى مناوي وغيرهم!

التعليقات