بعد الإعلان الجهير بإشهار لجنة الانتخابات والتعداد السكاني في الفاتح من يناير القادم، تسيّدت ساحة الأحزاب الصفرية الأغنية الشعبية الشهيرة (المقدور وقع ما بنفع الجقليب) وأول (جقليب) ظهر على المواقع تصريح الحزب الشيوعي أنه سيقاطع الانتخابات القادمة لأسباب غير حقيقية أبداها، وأخفى السبب الحقيقي بعدم تمكنه من استعادة دائرتي “نقد وعز الدين علي عامر” عليهما الرحمة.
وقد بدأت تظهر في الساحة حمى الانتخابات ولطائفها ونكاتها، ومن أظرف ما سمعته -والعهدة على الراوي- حكاية القيادي الاتحادي (الأصل) “سيد هارون” وزير الثقافة والإعلام الأسبق والمشهور بتعليقاته اللاذعة. قيل أن مجموعة مقهى “أتني” التي صارت التجمع الاتحادي في أربعة طويلة، والمتمثلة في السبعة المحظوظين زارته معزية في وفاة والدته بمنزله العامر الكائن بشارع الأربعين بأمدرمان وكان في مقدمتهم رئيس الحزب “بابكر فيصل” المستشار السياسي للجنة التمكين وعرابها الأول و”محمد الفكي سليمان” عضو المجلس السيادي ومقرر لجنة التمكين و”أيمن نمر” والي الخرطوم و”بلول” وزير الثقافة والإعلام و”محمد علي ابراهيم” مستشار الحكم الإتحادي و”حسان” مستشار حمدوك للسلام و”محمد علي كرموش” أمين عام الزكاة.
وبعد أن أدى السبعة العظام واجب العزاء وذهبوا يتمطون صوب سياراتهم الفخيمة التي جاءت فوق دماء الشهداء وأحلام الشباب الموؤدة، لحق بهم القيادي “سيد هارون” تاركاً وراءه جموع المعزين رغم إلحاحهم برجوعه لضيوفه، إلا أنه أصر أن يرافقهم حتى مرابط سياراتهم في الشارع العام مردداً بطريقته الساخرة (علي الطلاق ما برجع.. لازم أقدمكم .. فأنتم الحزب الوحيد الذي جاءني معزياً بكامل جمعيته العمومية) وضجوا بالضحك رغم لؤم الإشارة.
وقد بلغت (التسميعة) بعد دقائق مجلس مولانا بالقاهرة فتحولت ابتسامته الوقورة إلى ضحكةٍ مجلجلة مؤذنة بعودة حزب الحركة الوطنية للمنازلة الضارية في ٢٠١٣ من جديد.
المقالات
التعليقات