في مواجهة الجيش البريطاني الغازي استشهد في معركة كرري (1898) 12 ألف مواطن سوداني وجرح قرابة العشرين ألف خلال ساعات ، فماذا قال ونستون تشيرتشل المراسل الحربي الذي رافق جيش الغزاة: لو كانت مقومات النصر في ذلك اليوم في كرري ترتكز على الشجاعة والإقدام والثبات والإيمان بالمبدأ والتضحية والفداء، لكانوا هم المنتصرين، ولكن لم يكن النصر في ذلك اليوم الرهيب لهذه المقومات بل كان لمن يمتلك السلاح الأقوى ومدفع المكسيم، أي نحن. لذا فنحن لم نقهرهم في كرري، ولكننا دمرناهم بقوة الحديد والنار.. إنهم أشجع من مشى على وجه الأرض”.
وكلما شاهدت بسالة الشباب السوداني طوال الأعوام الثلاثة الماضية وهم يتحدون آلة بطش نظام عمر البشير، وحاليا جلاوزة وزبانية البرهان وحميدتي وهم يلجأون الى أقذر الأساليب لإجهاض الحراك الشعبي المطالب بقيام سلطة مدنية، تأكد لي يا شهداء كرري أن من أنجب مثل الشباب الذين نراهم اليوم في الساحات لم يمت، وتأكد لي ان البسالة والشجاعة فعلا في الجينات، بدليل ان روح كرري سارية في شباب اليوم، الذين لا يحملون حتى السكاكين والسيوف ويواجهون آلة قمعية شرسة لقوات نظامية ومليشيات إجرامية ولكنهم لا ينكسرون، والبرهان الغشيم يوفر الحصانة لجماعة الأمن والمخابرات ليمارسوا القتل والتعذيب والمداهمات والاعتقال دون خوف من حساب او عقاب، وينسى انهم فشلوا في حماية نظام البشير الذي كان أكثر قوة ورسوخا من نظامه الكرتوني
ونساؤنا ما شاء الله طليعة نضالية، يتقدمن الصفوف وأثبتن انهن حفيدات الكنداكات ومهيرة وأبو عنجة وأبو قرجة والنجومي وعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ
واليوم وفي الذكرى ال123 لمعركة كرري فالتحية واجبة لأحفاد وحفيدات فرسانها وهم يناضلون من اجل رفعة وعزة هذا الوطن وتحريره من الاحتلال الجديد الذي يريد البقاء في الحكم بالنار والحديد.. ولكن هيهات
المقالات
التعليقات