المصدر :وكالات
شكك مسؤولون أوروبيون وأمريكيون، أمس الأربعاء، بما أعلنته روسيا الثلاثاء بسحب قسم من قواتها المتمركزة عند الحدود الأوكرانية، معتبرين أن أعداد القوات لا تزال كما كانت قبل الإعلان. مع ذلك، استمرت الدعوات إلى تغليب الحلول الدبلوماسية، رغم إعلان الناتو أنه يدرس إرسال مجموعات قتالية إلى أوروبا.

واعتبر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس الأربعاء، في كلامه للصحافيين أنه “أمر إيجابي أن يشير الرئيس الأمريكي أيضًا إلى استعداده بدء مفاوضات جدية”. واعتبر أن هذه المفاوضات “صعبة جدًا”. بالنسبة لروسيا، يجب أن تؤدي المحادثات إلى إعادة بناء هندسة الأمن الأوروبي المنبثق عن الحرب الباردة. وقال: “سيكون ذلك صعبًا جدًا، يتطلب الأمر الكثير من المرونة من الجانبين والإرادة السياسية”.

في الأثناء، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، على هامش محادثات أجرتها مع نظيرها النمساوي الكسندر شالنبرغ، أمس الأربعاء، إن “الإعلان عن إجراء مزيد من المفاوضات وانسحاب جزئي للقوات الروسية من على الحدود الأوكرانية كانت ستصبح إشارة إيجابية لو أنها كانت حقيقية”.
وأضافت:” سنراقب الآن بدقة ما إذا كانت هذه الإعلانات تلتها أفعال ملموسة، لأن الشيء الذي لا يزال أكيدا هو أن التهدئة لا تزال بيد روسيا”.

ورأت بيربوك أن المخرج من “الوضع الذي لا يزال خطيرا جدا” لا يمكن أن يمر إلا من خلال الحوار وبناء الثقة، مشيرة إلى أن بلادها تدرس زيادة عدد طاقمها المشارك في بعثة المراقبة في أوكرانيا التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وفي السياق، بعد إعلان الجيش الروسي عن انتهاء تدريب ورحيل جنود نشروا في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء أنّه لم يسجّل “أي وقف للتصعيد على الأرض في هذه المرحلة”، مؤكّداً على العكس أنّ “روسيا تواصل تعزيز وجودها العسكري” قرب أوكرانيا.

كما أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس، أن الولايات المتحدة لم تر أدلة على انسحاب كبير للقوات الروسية، قائلاً لشبكة “أيه بي سي” الإخبارية: “ما نراه لا يمثّل انسحاباً ذا معنى”. وأضاف: “على العكس، نواصل رؤية قوات عند الحدود، خصوصا قوات قد تكون في المقدّمة في أي عدوان جديد على أوكرانيا”. ووصف خطر غزو روسيا لجارتها بأنه “حقيقي”. وشدد على دعوة واشنطن لروسيا إلى خفض التصعيد.

وقال الوزير إن “الرئيس بوتين خصص إمكانات تتيح له التحرّك ضمن مهلة قصيرة”. وأضاف: “يمكنه أن يضغط على الزناد… يمكنه أن يقوم بذلك اليوم أو غدا أو الأسبوع المقبل. القوات حاضرة إذا أراد تنفيذ عدوان جديد ضد أوكرانيا”. ودعا بلينكن إلى حل الأزمة دبلوماسيا، وقال: “نحن مستعدون سواء للدبلوماسية أو العدوان”. في المقابل، قال الكرملين إن وصف الناتو لتحركات القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا خاطئ.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الأربعاء أنّ روسيا لا تزال تنشر على الحدود الأوكرانية ” عدد القوات نفسه “، مضيفاً أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي إنّ “هذا أفضل من لا شيء، إنّها عمليات إعادة تشكيل تم الإعلان عنها (…) ويجب التحقّق منها”.

وقال ستولتنبرغ للصحافيين على هامش اجتماع يستمر يومين لوزراء دفاع الحلف في بروكسل: “قرر الوزراء وضع خيارات لزيادة تعزيز استراتيجية الردع والدفاع لحلف شمال الأطلسي، بما في ذلك النظر في تأسيس مجموعات قتالية جديدة للحلف في وسط أوروبا وشرقها وجنوب شرقها”. وأضاف أن “قادتنا العسكريين سيعملون الآن على وضع التفاصيل وسيقدمون تقريرا في غضون أسابيع”.

التعليقات