بسم الله الرحمن الرحيم

،،،،*الحصة وطن* ،،،،

عانت بلادنا من ويلات الحروب الاهلية ، وحكم الدكتاتوريات البغيضة ، وما بين هذه الويلات فقدنا الارواح الطاهرة التي ارتقت ببسالة الي الله ، وارواح ازهقت لمن اتفقنا معهم او اختلفنا فهم موارد بشرية كانت يمكن ان تكون عصب اقتصاد وتقدم بلادنا .
تأخرنا كثيراً ، وتخلفنا اكثر عن ركب العالم ، لا لشئ سوي اننا لم ننجح في ادارة شؤوننا ، نتيجة حتمية لطمع الدكتاتوريون في الحكم والتسلط ، وممارسة المراهقة السياسية احياناً .

كل يوم نفقد روحاً وارواحاً بريئة ، ترتقي الي الله خالقها مشتكية من ظلم من ظلم ، ونفقد موارد مادية بالمليارات في الدفاع عن مشروع الانقلابات ، كانت هذه الموارد بالامكان ان توظف لصاح الادوية المنقذة للحياة وتنمية البشر .
فالواحب فرضاً بالقراءة الصحيحة وبعين الاعتبار هي ان الثوار الشرفاء من ابناء شعبنا لا يتراجعون قيد انملة عن هدفهم في استعادة الحكم المدني ، والسير قدماً في الاصلاح ، وزادهم في ذلك ارواح الشهداء ، الذين يرسمون بدماءهم فجر الحرية ، والبحث عن الكرامة والسلام والعدل والتعايش ،
وان صغار العسكر لا يأبهون في تنفيذ التعليمات الصادرة من قادتهم في المحافظة علي مشروع حكمهم لحين اشعار اخر .

هذه المعادلة المحصلة النهائية لها هي مزيد من نقص في الاموال والانفس والثمرات ، وتباعد الشقة بين العسكر والمدنيين ، وفتح الابواب مشرعة امام كهنوت المتاسلمين من النظام البائد ومن شايعهم للعودة الي الحكم والفساد مرة اخري ، حتي يفسدوا في الارض مرتين .

لقد ازهقت ارواح في شهر رجب المحرم ، وفي شعبان الذي كان يعظمه رسول الله صلي آلله عليه وسلم ، وها هو رمضان يطرق الابواب دخولاً وهو شهر الله الذي اختاره لاصلاح النفس والمجتمع ، شهر العفو والتسامح والتصالح ، والاقبال علي الله ، شهر الوقوف لمراجعة العمل مع الله الخالق ومع النفس والتعامل مع المجتمع ،
فارجو ان يكون قبل بداية رمضان عودة الي الحكم المدني وجلوس في حضرة الوطن لصالحه وقاطنيه ، دافع الناس في ذلك هو وقف نزيف الدماء ، وتدارك انهيار اقتصادنا ، واستعادة امننا ، وبداية لنهاية التخلف السياسي الذي عشناه سنيناً ، واقبالاً علي النهوض بوطننا ، وسيلتنا في ذلك هو الاخلاص والصدق والتجرد ونكران الذات في حب الوطن واعلاء شأنه .

فلقد تعلمت من بلادي اخيراً
ان الحياة موت نحيا فيه عندما ندرك لماذا نعيش .

التعليقات