الخرطوم : رشا حسن

بعد أن حبس العالم أنفاسه وبذل جهوداً جبارة في مكافحة فيروس كوفيد19 الذي جعل الاوضاع الصحية تزداد حدة وأغلقت كل الدول أبوابها و أعلنت حالة الطوارىء الصحية وحظر التجوال وكثير من الأجراءات الأحترازية ،لم يمض الكثير على هذا الوضع المريب وعادت الحياة إلى طبيعتها ولم تكتمل الفرحة بذهاب “كورونا” وسرعان ما أستيقظنا ونحن نشاهد الاخبار التي تؤكد ظهور مرض أخر جعل العالم يحبس أنفاسه من جديد فكيف سيكون وضع الدول هذه المرة وماهي طرق الوقاية منه ؟ للغوص في القضية وأبعادها كان لنا أن نستمع لكل الجهات ذات الصلة والمختصة فإلى التفاصيل .


مراحل جدري القردة
تقول طبيبة الامراض الجلدية والتناسلية رندا الفاضل ، بأن هناك أعراض أولية لمرض جدري القردة وتتمثل في الحمى وبرد وآلم في الظهر واضافت بأن المرحلة الثانية للمرض تبدأ بظهور أعراض على الجلد وتورم في الغدد ، وأوضحت في حديثها لـ(التيار) بأنه تظهر أعراضه أكثر في الفئران والقطط والكلاب وينتقل من حيوان لآخر بسرعة ومن حيوان إلى الانسان مشيرةً إلى انه يظهر للانسان عبر الخدش أو العض من الحيوانات التي تم ذكرها و في المرحلة الأولى له يكون عبارة عن حبة كبيرة ثم تطور وتنتشر في بقية الجسد، واضافت بأن لونها يميل إلى الأحمر وتحتوي داخلها على مادة.
المثليون في الخط
وقالت الطبيبة، ان شكل الحبوب يشبه بعضه في الغالب، مضيفة أن طريقة نقله من أنسان إلى اخر عبر اللمس وافرزات الجهاز التنفسي وخاص عند العطس والقحة ، وأوصت المواطنين بالتشخيص المبكر في حالة الأشتباه وطالبت بعرض الحيوانات على الأطباء البيطريين، أما فيما يخص إنتشاره عبر المثليين اوضحت رندا بأن هذا الحديث الهدف منه تنميط المرض ولكنها رجعت وقالت بان في الولايات المتحدة الأمريكية ظهر عبر المثليين في الحالات الاولى، أما سبب تسميته بالقردة ذكرت بأن الحالات الأولى التي تم أكتشافها كانت لدى القرود.
العلاقات الحميمة
اما أخصائي علم الفيروسات الابحاث البيطرية د.يزيد عبدالرؤوف في حديثه لـ(التيار) اكد على ظهور مرض جدري القردة في تاريخ السودان وقال بانه ظهر في جنوب السودان، باعتبار أن منطقته وسط وغرب أفريقيا واضاف انه قديماً لم يكن منتشراً وأول ظهور له كان في حديقة حيوانات في أوربا في خمسينيات القرن الماضي، وبعدها ظهرت حالات في بعض المناطق القروية في أفريقيا في السبعينات ، ويقول عبدالرؤوف بأن انتقاله من أنسان لآخر لايحدث ألا عن طريقة علاقة حميمة و أتصال مباشر واردف :” أنتقاله من شخص لاخر صعب ويحتاج لعلاقة حميمة”، وحذر من انتشاره واوصى باتخاذ الحيطة والحذر منه والإبتعاد عن الاشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض ، وطالب بتنشيط العوامل الصحية تجاه جدري القردة .
تخوف وحذر
في السياق أبدت مسؤول الإعلام بقسم الأوبئة بوزارة الصحة ليلي حمد النيل، تخوفها من دخول مرض جدري القردة إلى السودان واردفت :”نحن الآن ليس لدينا معلومات على صحة وجوده في البلاد أو لا”، وطالبت في حديثه لـ(التيار) وسائل الاعلام ببث التوعية والارشاد لهذا المرض لتجنب دخوله إلى البلاد، واضافت :”يجب أن يُملك المواطنون المعلومات الصحيحة عبر تكثيف وسائل الاعلام وتوجيه تجاه هذا المرض”، وحثت ، وسائل الاعلام بأن تقوم بدورها وتوظيف كل المنصات للوقاية من المرض تفادياً إلى اللجوء إلى الحجر الصحي ،وناشدت الطلاب بعمل دارسة لهذا المرض واردفت :” اشجع الطلاب على عمل دراسة شاملة لهذا المرض “.
الصحة تنفي
من جهتها نفت وزارة الصحة الإتحادية ظهور حالة مؤكدة بجدري القرود في جميع البلاد واكدت في بيان لها تحصلت (التيار) على نسخة منه على أتخذها العديد من الإجراءات والمتمثلة في رفع حساسية نظام الترصد المرضي ، وإعداد البروتوكولات التشخصية والعلاجية والتعريف الموحد للمرض.
وطلبت الوزارة ، جميع المؤسسات العلاجية الخاصة والعامة بالتبليغ الفوري على الرقم 9090 عند وجود حالة اشتباه التي تتمثل في طفح جلدي حاد بجانب ظهورصداع، حمى أكثر من 38.5 ) درجة مئوية وألم عضلي والآم في الظهر بجانب تورم في الغدد الليمفاوية.
وفي تطور جديد أعلنت وزارة الصحة الإماراتية، أمس الثلاثاء، عن رصد أول حالة لجدري القرود في الدولة وفق السياسة المتبعة لدى الجهات الصحية بالدولة للرصد والتقصي المبكر لجدري القرود.

وقالت الوزارة، في بيان، إن الحالة تعود إلى سيدة تبلغ من العمر 29 سنة زائرة للدولة من غرب أفريقيا وتتلقى العناية الطبية اللازمة في الدولة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
وطمأنت الوزارة أفراد المجتمع بأن الجهات الصحية بالإمارات تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة كافة بما فيها التقصي وفحص المخالطين ومتابعتهم.
عموماً القلق سيد الموقف ترى هل ستفلح جهود السلطات الصحية في الحد من دخول المرض إلى السودان ؟ أم أن الوضع ستعقد أكثر هذا ما ستجيب عنه مقبل الأيام القادمات.

التعليقات