الثورة المستمرة حتى الان، ثورة ديسمبر، هي ثورة وعي وقيم وتغيير حقيقي.
لم ترفع الثورة شعار فش غباين،بل رفعت شعار الحرية والسلام والعدالة.
ثورة تعرف ان العدالة تؤرق منام الكثيرين وأيضاً تخيف كثيرين ولكن بدون تحقيقها في أي شكلٍ كان يعني استمرار القتل المجاني والعبثي وإعادة دولاب الفساد واستمرار ظاهرة الإفلات من العقاب التي استمرت طوال عقود.
الفرز الذي يحدث الآن طبيعي ومطلوب، بين من يريد سودان العدالة والسلام والمسؤولية والمساءلة والمستقبل الوضيء وبين ومن يريد العودة إلى الساحة السياسية محمولاً على راية عفا الله عما سلف. لأن اختزال الصراع السياسي الحاد الموجود في الساحة السياسية بين المعسكرين أو محاولة تصويره أنه نتيجة ل فش غباين، فيه تجني على التضحيات الجسام التي قدمها الشعب من أجل وطن يسع الجميع، وطن الكرامة والحرية والسلام والعدالة.
وطن لا يمكن تحقيقه بمشاركة من ساهم في القتل والتعذيب والتشريد وسرقة موارد الوطن خلال 30 عاماً من بؤس الإنقاذ والمؤتمر الوطني وحركته الإسلامية.
طريق الثورة طويل وصعب ومليء بالتحديات، وتمايز الصفوف أفضل بدلاً من دفن مخلفات الماضي وبؤسه السياسي تحت السجاد لثلاثين عاماً قادمة.
لا يوجد فش غبينة في إطار الثورة، ولكن توجد مساءلة(قانونية، سياسية، اجتماعية) عن انتهاكات الماضي وعلى من ارتكبها تحمل مسئولية ذلك. بعد ذلك لكل حدث حديث.
ثورة ديسمبر لا تبحث عن فش غباين، بل تبحث عن وطن يليق بإنسانه مهما كانت التضحيات.
ثورة لا تكذب
ولا تتجمل.
ثورة مستمرة إلى أن تحقق أهدافها.
التعليقات