الخرطوم: محمد آدم بركة

استمراراً لنشاطه الراتب بتنظيم الأمسيات الشعرية والندوات وغيرها من الفعاليات المختصة بالشعر، أقام بيت الشعر الخرطوم، أمسية شعرية اليوم السبت 3 سبتمبر الجاري، بقاعة الشارقة بالخرطوم، حيث استضاف فيها صوتين شعريين مختلفين في السمات والطرح والمجايلة وهم الشعراء: محمد عثمان الزبير، ريان عبدالإله حسب الرسول.
ابتدرت قراءات الأمسية الشاعرة ريان بقصيدة حملت فيض المحبة لأمها، وتداعيات الوفاء والنبل، حيث تقول فيها..
“لأمي:
يا سليلة نور الحياة
ويا قِبلة الحُب
يا فَوْح آماليَ المطمئنة
يا رؤية القلبِ صافيةً
تدرِكُ الخير في كل حين

يا طريقاً غدا
أبديَّاً من التضحياتِ
لأضحي.. أنا
يا رحيقاً أتى..
كي يزيلَ غبار الحياةِ بوجهِ الحياة
ويا كُتلةً من حنين

يا رفيقةَ قلبي وخاطرَهُ الـ لا يغيبُ
ويا زهرةً تتربعُ في وسط القلب
يا راحتي يا أمان السنين”

تعد الشاعرة الصاعدة “ريان عبدالإله حسب الرسول أحمد” من جيل التسعينات، ولدت بالعاصمة الخرطوم بـ(الشجرة) عام 1997م، وتخرجت في جامعة بحري من كلية الآداب واللغات عام 2021م، لها مشاركات في عدد من الأمسيات والمنتديات أبرزها منتدى الثلاثاء ببيت الشعر وهي من جيل يعمل المنتدى والبيت على تقديمهم للمشهد الأدبي والثقافي من خلال نهج التأهيل المتبع منذ التأسيس، ورفد بيت الشعر الساحة بعدد من الأسماء مثل ريان، للشاعرة ديوان تحت الطبع بعنوان (منديل سماوي) ورواية (رسائل البحر) قيد النشر، تقول في إحدى القراءات:
“في الطريقِ إلى الآخرينَ:
ستلقاكَ أنت
فسلِّم عليكَ
وصالِحْكَ فيهم وفيكَ
وودِّعْكَ بالصفوِ
ما دمتَ تملكُ
سرَّ الولوجِ لوجدانِهم والوريد

في الطريقِ إلى الحُّبِ:
لقِّن فؤادك آيَ الجنونِ
وعلِّمهُ أنَّ التعقُّل في الحُبِّ
يجعلُهُ ماسخاً
وهو مِلحُ الحياةِ وريحانها
رَوْحُها والرحيق”

أما الشاعر “محمد عثمان الزبير إبراهيم” يعد من مواليد الخمسينيّات حيث ولد بمدينة السوكي عام 1954م، وتخرج في جامعة جوبا كلية التربية (آداب) قسم اللغة العربية والإنجليزية و نال درجة الماجستير في اللغة الإنجليزية بجامعة بحري، عمل معلما بالمرحلة الثانوية والمتوسطة في البلاد وجمهورية اليمن والمملكة العربية السعودية، كما عمل محاضرا بالهيئة الملكية بالسعودية ومعاهد التعليم البريطانية بالخرطوم.. ضمن نصوصه التي قدمها في الأمسية يقول:
“كانَ الشارعُ الشعبي منكسراً
على شيخٍ يُنادمُ فقرَهُ
والحافلاتُ صحيفةٌ حزبيةٌ


كنَّا نُحاولُ شربَ كوبٍ من عصير ٍباردٍ
نعتادُ ذلك دائمًا
نعتادُ لمسَ قصيدةٍ
تحويلَ جُرحٍ زهرةً
تدشينَ لحنٍ مرفأً
كنا نُجافي باتفاقٍ أنْ نصيرَ فراشتينِ
إذ لم تعدْ في الأرضِ ثمَ حديقةٌ
لمْ يخدشِ التفتيشُ خدَّ عبيرها”

جاءت الأمسية مترعة بالقصائد ومثقلة بالحضور المتنوع من المهتمين والشعراء وأهل الإعلام والنقاد، حيث تداعى فيها الشّاعران بتقديم أروع القصائد التي حصدت تفاعل الجمهور، فيقول الشاعر محمد عثمان الزبير في إحدى القراءات:
“وكانَ الصدقُ والإقدامُ
مزمارينِ في رؤيا شُعوريِّة
تُغنِّي فيهما الأحلامُ
حيثُ الشمسُ تمنحنا
مواقيتًا لأيامٍ بهائية
يذوبُ الكونُ في أحشائها طربًا
لبدءِ العالمِ المنقوشِ في الحرفِ
إذا الأحلامُ قدْ حُقتْ
وجاءَ السعدُ في ريحِ بدائية
وجاءَ الروحُ والإنسانُ
في قمرينِ من طينِ وألواحٍ إلهية
لبعثِ الرحمةِ الكبرى
وكسرِ الشّرّ والبؤس”

بروعة وبديهة متقدة الحضور، أبدع مقدم الأمسية الشاعر الإعلامي أنس عبدالصمد نجم، مدير شبكة أونير سودان الإعلامية، وتفرد في ربط وصلات القراءات الشعرية، وانفض سامر جمهور الأمسية على رذاذ الأمطار التي لطفت الأجواء.

التعليقات