لقد استمعت الي حديث الرفيقين من الكتلة الديمقراطية القائد مني اركو مناوي والأستاذ محي الدين جمعة تعليقا علي مؤتمر السلام المنعقد في قاعة الصداقة والتي شارك فيها عدد من أصحاب المصلحة من ولايات دارفور ومعسكرات النزوح والقري والفرقان في ال31 الشهر الماضي والتي وصفوها باوصاف لا يمكن أن يأتي علي لسان رجل راشد يعلم تاريخ النضال لأهلي دارفور ومناطق الحرب ومخلفاتها واثارها النفسية وقبل ان اغوض في التفاصيل دعني اذكر الرفيقين بالتاريخ القريب واتفاق السلام
اولا :
*القائد مني مناوي
عندما كنتم في العين السخنة تبحثون عن كتلة تدخلون بها غرف التفاوض مع حكومة السودان في العام ٢٠١٩ وانت كنت وقتها رئيس الجبهة الثورية ورفضت التنازل لخليك الهادي إدريس لمدة اكثر من عشرة أيام وتدخل المصرين والضغوطات التي حدثت لكم للتنازل لم تكونوا في معسكرات النزوح او اللجوء بل كنتم في الفنادق تاكلون من الموائد الجاهزة وفي ذات التوقيت كانت مفوضية السلام تجوب معسكرات النازحين في دارفور للمشاركة في مباحثات السلام وقد اختارت عدد مقدر من النازحين والمجتمع المدني والادارات الأهلية وعقد مؤتمر اهل السودان بقاعة الصداقة واستعد اصحاب المصلحة للمشاركة في مباحثات السلام ضمن الوفود الرسمية في جوبا ولكن حين فرغتم انتم من اقامتكم في فنادق القاهرة وتوجهتم نحو جوبا كان اولي مواقفكم عدم مشاركة اصحاب المصلحة في مباحثات جوبا للسلام ومع اصرار الحكومة والاممي المتحدة واليوناميد وتأكيد ضرورة مشاركة اصحاب المصلحة طلبتم بتشكيل لجنة من الجبهة الثورية ومفوضية السلام لاختيار اصحاب المصلحة مرة اخري ونعلم كيف تم الاختيار واي المعسكرات تم دخولها واي منهم لم يتمكن وفدكم من دخولها الي الان وتم اختيار الناس وفق معايير الجبهة الثورية وقتها وكنا نحن ضمن القوائم رغم المعوقعات التي حدثت لنا ولكن كان عزيمتنا الاكبر وهزمنا كل الصعاب وصعدنا الي الطائرات وحملنا قضايا اهلنا وذهبنا الي جوبا وكنت علي رأس الوفد وقد تليت خطاب الوفد واصبحت لاحقا الناطق الرسمي باسم اصحاب المصلحة مسار دارفور وعضوء اللجنة الخماسية المفاوضة وممثل لولاية جنوب دارفور ضمن اللجنة الممثلة لاصحاب المصلحة المكونة من خمس ولايات واذكر يوم ان التقينا بك وانت قادم من تشاد وتحدثنا حول ضرورة مشاركة اصحاب المصلحة في اتخاذ القرارات السياسية والتنفيذية واتفقنا علي ذلك ولكن حينما اقتلعنا نسبة ال٢٠% من السلطة لاصحاب المصلحة رفضتم بالإجماع توقيعنا علي الاتفاق مع اننا قد فاوضنا لمدة عام ضمن غرف التفاوض والبعض قد حضر في اخر يوم للتوقيع ووقعوا علي الاتفاق ومنذ ذلك الوقت ضاع حقوق النازحين واللاجئين وانتم السبب الأساسي في ذلك برفضكم لنا التوقيع ورهن ذلك بتوقيعكم الأمر الذي جعلنا نتنازل من اجل السلام والوطن أملا في أن يكون لكم الضمير وروح الوطنية للحفاظ علي حقوق النازحين وفق الاتفاق الذي تم بيننا بالمشاركة الفاعلة في اليات تنفيذ الاتفاق ومواقع السلطة المختلفة وفق اتفاق السلام ولكن كيف تصفنا بالجوع ونحن فعلا كذلك نعاني من الجوع والمرض والجهل وربما يصفنا الآخرين بذلك ولكن لا يمكن أن يصفنا ابن جلدتنا الذي دفعنا له كرامتنا وتحملنا الجوع والجرب والعيش الضنك وقدمنا له فلذات اكبادنا واطفالنا وقودا للحرب طوال عشرين عام حرمنا فيها من كل حق كريم في الحياة ،وعندما حان تشكيل الحكومة والتي لم تظهر فيها أي نسب للسلطة لاصحاب المصلحة سوي حكومة الإقليم والتي كنا نعتقد أن يظهر فيها نسبة ال٢٠% من السلطة وينال فيها اصحاب المصلحة مقاعدهم حتي وجدنا السيد القائد قد اختار من كنا نتوسط له للقاء القائد وإجراء لقاء صحفي عبر صحافة الموبايل وآخرين كانوا حكام في الحكومة أثناء المباحثات بنسب اصحاب المصلحة وآخرين لم نسمع عنهم لا خلال سنوات النضال ولا قاعات التفاوض ولم نري او نسمع معايير اختيارهم الذي لا يعلمه إلا السيد القائد ،مع كل هذا نحن أبناء هذا البلد ودارفور يدفعنا الروح الوطنية لتجاوز صغار القضايا نحو التحول السياسي الذي يضمن لنا العودة الي قرأنا ويعيد حقوقنا في الأرض والعرض والشرف ويحاكم المجرمين وسوف نسعي وراء اي عمل يحقق ذلك دون النظر الي الأشخاص والكيانات، ونعلم أن حولك رجال صالحون وآخرين ربما غير ذلك نتمني أن يحملوك الي الاعتزار لأهلك في المعسكرات والاعتذار الي أرواح ابنائنا الشهداء الذين حملوك الي تلك الفنادق واطعموك الطيبات وما زلنا نحن نعاني الجوع ولكن لم نبدل مواقفنا بالأكل والشرب من الفنادق .
ثانيا السيد :
*محيي الدين جمعة
يؤسفني أن اسمع منك هذا الحديث الذي يتداوله الوسائط وانت ترفع فيها صوتك محاولا تقليد القائد مناوي في تصريحاته وتصنف الناس برفضهم لاتفاق السلام وكتاباتهم ومواقفهم وانت اول من كتب عن اتفاق جوبا رفضت ذلك اثنىء المباحثات ولكن بيني وبينك التاريخ .
لقد التقيت بك بعد سنين طويلة وانت ابن منطقتي وجيلي مع استاذي الجليل الاستاذ حسين في جنوب السودان معسكرات ايدا للنازحين بالتحديد في العام ٢٠١٦ م وتحدثنا كثيرا عن مشاكل السودان وادرنا نقاشات لأيام طويلة كنت انت وقتها في الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو وسافرنا معا الي داخل الجبال في رحلة شاقة عدنا بعدها الي معسكر ايدا قبل أن تغادر عبرنا الحركة الشعبية مغاضبا وهاربا من الصفوف الامامية لمعارك الحركة الشعبية لتستقر بعدها بالسوق العربي تبحث عن قوت يومك حتي أتاك الانقلاب الذي جمع السواقط واللواقط والبائسين من السياسية الذين فقدوا البوصلة السياسية واصبحوا يتجولون بين الارض والسماء ذات البروج يبحثون عن الأكل والشرب بين اليوميات وجيوب الأصدقاء والأهل، وللامانة والتاريخ لم ينقطع التواصل بيننا ابدا حتي ونحن في قاعات التفاوض وكنت تعتقد أن اتفاق جوبا لن يحقق السلام وانت تتخذ من مواقف الحركة الشعبية التي هربت منها وكنت تحدثنا وقتها عن المبادئ فوق الدستورية والحوار السوداني السوداني وتكن كل العداء لاتفاق جوبا وانت مثلك ومثل اردول وعسكوري ابدا لم تكن يوما جزء من اتفاق السلام ولم تدعم الاتفاق بالمواقف او الحديث ولم تكن حتي جزء من تاريخ النضال الثوري والسياسي في دارفور ابدا ونعلم أن منفستو الحركات في دارفور تختلف تماما عن الحركة الشعبية التي كنت جزء منها يوما ما ولم تتحمل مرارات النضال وثمن التضحية لتعود الي شوارع السوق العربي تبحث عن الأكل والشرب قبل أن تجزبك أضواء السلطة الانقلابية التي اطعمتك من الجوع وأخرجك من الفقر ولقنك الكلمات لتسب به أبناء جلدتك من النازحين واللاجئين ونحن ما نزال في معسكرات الهوان والزل والجوع الذي ادخلنا فيه قادة انقلابكم المشؤم والكيزان الذين تحالفتم معهم ،وللتاريخ والزمان والوطن مثل ما كنت انصحك في الزمان الغابر والأوقات الصعبة واليوم انا من داخل معسكر كأس للنازحين اقول لك ان النصح واجب علي والاعتذار منك واجب علي الشعب والأهل ولا يغرنك مقاعد السلطة واموالها وحسناواتها والطوابق الشوامخ والسافنات الجاريات ولو كانت دائمة لظل فيها قبلكم البشير ولكننا اهلك لن نتحول الي اغراب بزوال السلطة والتحولات السياسية

الصادق محمد مختار
معسكرات النزوح _ كأس
١٥ فبراير ٢٠٢٣م

التعليقات