The mentality of National Crisis Management in Sudan!!!

بقلم/ عزيز جنرال

جل الأنظمة التي تعاقبت على سدة الحكم في السودان كانت لها القدرة الفائقة على هندسة الصراعات والازمات، إلا انها فشلت في إدارتها بل خسرت المعركة والحرب تماماً إلى يومنا هذا.

عندما بدأت الحرب في جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الازرق الحكومة بدل ما تبحث عن الحلول الموضوعية العادلة للازمة في إطار فيدرالي قالت no federation in one nation وذهبت نحو مشروع التكفير والجهاد ضد الجنوبيين واستغلت الهشاشة الاجتماعية في الإقليم الجنوبي لتفكيك المجتمعات المحلية، وبدل ما يكون الصراع بين الجيش والحركة الشعبية الحكومة خلقت الدفاع الشعبي وكتائب المجاهدين والمراحيل لقتل الجنوبين آنذاك والنتيجة كانت انقسام الوطن والقبول بالسلام والجلوس مع البطل الراحل د. جون قرنق في القصر الجمهوري.

حرب دارفور الحكومة بدلاً عن تعالج المظالم التاريخية بالاعتراف والحوار بكل أسف اتجهت للحلول الأمنية من خلال إنشاء وتسليح جماعات على أسس شبه عرقية لمقاومة الحركات المسلحة counter insurgency، لأن استراتيجية الجهاد وحور العين لا يمكن توظيفها في سياق دارفور مرة أخرى، لذا لجأت لتأسيس جيوش موازية وتفكيك مشروع الثورة من الداخل( استغلال لضحايا الفقر والجهل لتفتيت الثوار وتشكيك في صحة برنامج التحول التاريخي).

إندلعت حرب ١٥ أبريل العبثية ما بين القوات المسلحة والدعم السريع على الرغم من الفرص والجهود التي بذُلت لاحتواء الأزمة، إلا ان عدم الوطنية وتجاهلها للدروس المستفادة وتجارب الماضي المريرة قادت إلى استمرار الحرب وتوسعت نطاقها وتم استخدام نفس الأدوات القديمة من الاصطفاف القبلي والجهوي وتوظيف حركات بورتسودان المستنفرة مؤقتاً ضد الدعم السريع لتتخلص من المخاطر والمهدادات التي تواجه الحركة الاسلاموية (التوجه الحضاري) واجهاض مبادئ الثورات التراكمية وثورة ديسمبر المجيدة.

القوات المسلحة السودانية لم ولن تكسب معركة او حرب منذ ١٩٥٥م حتي الآن وايضاً لم تقود اي معركة خارج حدود البلاد غير المشاركة في عاصفة الحسم في اليمن بغرض الريال السعودي والدولار الإماراتي، لذا كل المعارك والحروب كانت ومازالت ضد الشعوب السودانية وضد مشروع التغيير، وما يسمى بحرب الكرامة هي كلمة حق اريد بها الباطل وتضليل الشعب. وفي نهاية المطاف الجيش سيقبل الخيار السلمي سوى كان غدٍ او بعد غدا حتي يحافظ على ما تبقي من كرامته، فالجيش عملياً قبل التفاوض من الأسبوع الأول للحرب ولكن اختطاف الأخوان المسلمين لقرار الجيش ومظاهرات أصحاب اليوميات واجندة بعض الدول هي التحدي الأكبر أمام قيادة القوات المسلحة لاتخاذ قرار السلام وإنهاء الحرب.
15/08/2024

التعليقات