☆التعليم هو النور الذي يضيء دروب الأمم نحو التقدم والازدهار، لأنه السلاح الأقوى الذي يمكن أن نستخدمه لتغيير العالم، وهو الأساس الذي تبنى عليه الحضارات، وسنتناول أهمية التعليم ودوره في تطور الإنسان والمجتمعات.

-لا شك أن تطور الإنسان يأتي بالتعليم، وهو قيمة إيمانية تحدث عنها الله سبحانه وتعالى مع خلق الإنسان حيث قال الله تعالى:﴿وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِی بِأَسۡمَاۤءِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ [البقرة ٣١]، والشاهد في التعليم هو قيمة حياتية وهو المكمل لدور الحياة والضامن لاستقرارها وبقائها. وخير مثال قصة سيدنا سليمان حين سأل من يأتيه بعرش بلقيس، قال رجل من أهل العلم: ﴿قَالَ ٱلَّذِی عِندَهُۥ عِلۡمࣱ مِّنَ ٱلۡكِتَـٰبِ أَنَا۠ ءَاتِیكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن یَرۡتَدَّ إِلَیۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّی لِیَبۡلُوَنِیۤ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا یَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیࣱّ كَرِیمࣱ﴾ [النمل ٤٠]، وقصة ذي القرنين عندما علم أن أناسًا مفسدون في الأرض ولا يمكن إصلاحهم، قام بمعاونة المتعلمين في جعل سد بين الفريقين حتى لا يحدث دمار للحرث والنسل.

-قيمة التعليم والتعلم تكمن في معرفة الإنسان بخالقه وتدبر حياته، ومنها تطورت البشرية بفضل التعليم. ويخبرنا الحق عندما أرسل الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول سؤال له “اقرأ”، ثم كانت الأسئلة التالية بمعرفة الخلق ثم التفكر في مخلوقات الله، وبالتالي يتوجب علينا أن نضع أولوية حياتنا هي التعليم.

-الناظر لحالنا في الأمة الإسلامية يرى أننا تأخرنا كثيرًا عن ركب الحضارة وصرنا جزرًا معزولة عن باقي الأمم وذلك بالابتعاد عن التعليم، أو أن التعليم الذي نعمل به غير صالح. وإذا نظرنا إلى الأمة قبل الإسلام كانت عبارة عن بيوتات وأسر وعشائر ثم قبائل، كنا جزرًا معزولة عن بعض، وبسبب عدم التعليم كانت تقوم الحروب والغزوات لأبسط الأشياء.

-بفضل البعثة المحمدية أصبحنا أمة تهاجر إليها الأمم للتعليم. أما اليوم، أصبحنا أعداء لبعضنا وصرنا جزرًا لا يمكن التقرب منها. هل نعود كما كنا؟ أم نظل في هذا السكون؟ هل نعود أمة تقرأ وتكتب وتتطور؟ هل نلحق بباقي الأمم؟ يجب العودة إلى الجذور وفتح كوة في وجه الظلام.

☆إن التعليم هو المفتاح الذي يفتح أبواب المستقبل، وعلينا أن نعيد النظر في أولوياتنا ونعطي التعليم المكانة التي يستحقها، فقط من خلال التعليم يمكننا أن نحقق التقدم والازدهار ونبني مستقبلًا مشرقًا لأجيالنا القادمة.

التعليقات