الخرطوم: تارا نيوز
حذرت الحركة الشعبية لتحرير السودان – الأم من كارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة في مدينتي كادوقلي والدلنج بولاية جنوب كردفان، جراء الحصار المستمر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، مشيرة إلى أن نقص الغذاء دفع بعض الأسر إلى استهلاك أوراق أشجار ونباتات تحمل سميات قاتلة، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياتهم

وأوضح رئيس الحركة، الجنرال الزين كيلا، أن لجوء بعض الأسر إلى تناول أوراق الأشجار السامة يعكس حجم الانهيار الإنساني الذي تعيشه المنطقة، مؤكداً أن كثيراً من هذه النباتات تسبب التسمم الحاد والفشل العضوي والموت خلال ساعات في حال غياب الرعاية الطبية.

وقالت الحركة، في بيان أصدرته اليوم الجمعة، إن الأوضاع المعيشية والإنسانية وصلت إلى مرحلة حرجة، مع انقطاع شبه كامل للكهرباء والمياه والاتصالات، وغياب الإمدادات الغذائية والطبية منذ أكثر من عامين. وأوضحت أن المئات غادروا مدينة الدلنج خلال الأيام الماضية، فيما بقيت مئات الأسر الأخرى محاصرة وسط انعدام السيولة وامتناع التجار عن البيع عبر التطبيقات البنكية. ولفتت إلى أن نحو 300 أسرة تمكنت من النزوح إلى قرية الفرشاية شمال غرب الدلنج.

وأكدت في بيانها أن الأوضاع الإنسانية في الدلنج بلغت مرحلة “الموت بلا أكفان”، حيث يواجه السكان موجة غلاء طاحنة ونقصاً حاداً في الخدمات الصحية، وارتفاعاً ملحوظاً في الوفيات جراء انعدام الأدوية المنقذة للحياة والمحاليل الوريدية والأكسجين.

ودعت الحركة، المنظمات الدولية والإقليمية إلى التحرك العاجل وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال الغذاء والدواء، محذّرة من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى ارتفاع مروع في معدلات الوفيات خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن “الوضع لم يعد يحتمل التأخير، وأرواح المدنيين تُزهق بصمت في ظل الحصار وتدهور الأوضاع المعيشية والصحية”.