الخرطوم : مصعب الشريف
وجه رئيس حزب الامة القومي فضل الله برمة ناصر رسالة إلى المؤتمر التاسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” المزمع عفده في العاصمة الاثيوبية ،واعتبر برمة بان المؤتمر فرصة لبناء جبهة مدنية وكتلة صلبة لوقف الحرب وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي، لكي تضطلع بعملية إنهاء الحرب وهندسة جديدة لبناء الوطن.

وابان برمة في رسالته ؛ المؤتمر فرصة للسعي الجاد وتكثيف التواصل بين طرفي الحرب وتشجيعهما وقف العدائيات وإطلاق النار والاستجابة للتفاوض والوساطة، والتزام الحياد الإيجابي

واضاف ؛ يجب أن يخرج المؤتمر ببرنامج واضح وعملي يخاطب الكارثة الإنسانية بتدخلات عاجلة، والإدانة الصريحة والمغلظة لانتهاكات طرفي الحرب

وقال ؛ لا بد من الاتفاق على تفاصيل مؤتمر المائدة المستديرة والتحضيرات اللازمة له

وذكر يجب مخاطبة قضايا بناء الدولة السودانية وعلى رأسها الإصلاح الأمني والعسكري وصولاًً إلى الجيش المهني القومي الواحد مع ضمان خروج المؤسسة العسكرية والأمنية من المشهدين السياسي والاقتصادي.

نص الرسالة؛
بســم الله الرحــمـن الرحــيم
حــــزب الامــــة القومـــي

الرسالة الأسبوعية

رســــــالة الـي المـــؤتمر التأسيسـي لتنسيقية تــقدم

  1. لقد إنزلقت بلادنا نحو الحرب اللعينة؛ وبعد أربعة عشر شهراً من إستمرارها، تفجرت الأوضاع بصورة كارثية في كل الإتجاهات؛ فالوضع الاجتماعي بالغ التشظي وينذر بتفكك المجتمع السوداني، والوضع الامني شديد السيولة والهشاشة يفتح الباب للجماعات المتطرفة، والوضع السياسي متدهور للغاية وسط تراجع الوعى السياسي بخطورة الوضع وإنسداد الآفق، وإنهيار الوضع الاقتصادي تماماً نتيجة لتدمير البنية التحتية والخدمات والصناعة وحتى المشاريع الزراعية، والوضع الانساني كارثي كما أن شبح المجاعة يهدد الملايين عطفاً على التقارير المقلقة عن موت يومي وسط النازحين واللاجئين، وإستهداف المدنيين بالقتل بالتهجير والنهب والسلب وإنتهاكات جسيمة لأبسط حقوق الانسان بشكل غير مسبوق، وإنتشار خطاب الكراهية والعنصرية والتوحش، هذه الاوضاع تشير الي أن بلادنا في خطر وجودي حقيقي؛ ولا مخرج آمن الا بحل سلمـي وتوافق سياسـي.
  2. نحن أمام فرصة جديدة؛ وموعداً مع التاريخ؛ بإنهاء هذه الحرب وإستعادة الإستقرار والتحول الديمقراطي وبناء عقد إجتماعي جديد كمشروع وطني ديمقراطي، وهذا لن يتأتي الا بـــثلاث مهام:
    أ‌. بناء جبهة مدنية وكتلة صلبة لوقف الحرب وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي؛ لكي تضطلع بعملية إنهاء الحرب وهندسة جديدة لبناء الوطن؛ وفق رؤية واضحة وميثاق سياسي وهياكل منضبطة تضمن المشاركة في صناعة القرار السياسي وآليات التنفيذ.
    ب‌. السعي الجاد وتكثيف التواصل بين طرفي الحرب وتشجيعهما وقف العدائيات واطلاق النار والاستجابة للتفاوض والوساطة، وإلتزام الحياد الإيجابي الذي يدين الانتهاكات من أي طرف؛ ويضغط من اتجاه حماية المدنيين ويضمن توصيل المساعدات الانسانية وبصورة عاجلة.
    ج. عقد مؤتمر مائدة مستديرة يرسم ملامح الوقف الدائم لإطلاق النار والترتيبات الامنية وخروج العسكريين من المشهد السياسي ويحدد مسار الاصلاح الامني والعسكري والاصلاح السياسي وإزالة التمكين ويبتدع صيغة للعدالة الانتقالية التي تحقق إنصاف الضحايا وعدم الافلات من العقاب، ويضع أسس أعادة بناء الدولة في إطار دستوري، ويحدد ترتيبات الانتقال الديمقراطي.
  3. التوافق على المهام الثلاث أعلاه؛ يمثل جوهر الرؤية الاستراتيجية للمؤتمر التأسيسي لتنسقية تقدم؛ وهذه مهام عظيمة؛ تستدعي تعزيز الثقة وتكامل الادوار وتقديم التنازلات وتفهم التباينات؛ فليس هناك مجال لإعادة انتاج الازمة أو تكرار التجارب الفاشلة أو محاولات الاصطفاف من أجل السلطة، نحن الآن أمام مهمة إنقاذ وطن في غرفة الانعاش.
  4. ياتي المؤتمر التأسيسي في مرحلة دقيقة وخطيرة وفي ظل تحدي يهدد بقاء السودان الوطن الواحد؛ وكل يوم تنحدر الاوضاع نحو الاسوأ؛ وزاد إستهداف المدنيين خاصة وسط النساء؛ ووصل السودانيون الي حالة عدم اليقين والخوف من المستقبل، وعليه؛ وفي هذا المؤتمر لا بد من الإستجابة لنبض الشعب الذي سئم الحرب والقتل والتشريد وحياة اللجوء والنزوح؛ وأبدى دعمه لوقف الحرب؛ وكل آمله في الاستقرار والعيش الكريم. نحتاج الي التحلي بالإرادة والشجاعة والصدق والتجرد من المصالح الضيقة أن ننظر الي هذا المؤتمر التأسيسي بعين الذين ينتظرون ماذا سيحمل لهم مؤتمر “تقدم”؛ دعونا في هذا المؤتمر نرسي ممارسة سياسية مرتبطة بقضايا وهموم الناس؛ ببذل الوسع كله لإيقاف الحرب كأولوية؛ وتبني حملات تضامن من شعبنا في الداخل بدعم جهود الأغاثة والمناصرة والمؤاساة والمساعدة في توفير الطعام والدواء وتشجيع المبادرات وفق رؤية إنسانية وبرنامج عمل يومي، فهو ليس مؤتمر لكتابة وثائق فما اكثر الوثائق في مسيرة الحياة السياسية؛ وليس للترف والجدل السياسي فالظرف الذي تمر به بلادنا لا يسمح الا بتعزيز الثقة في قدرة السودانيين لتحويل المحنة الي فرصة “المزايا في طي البلايا والمنن في طي المحن”.
  5. هذا المؤتمر له مغذى ومعنى ودلالة؛ فهو أكبر تجمع للطيف السوداني منذ سنوات عديدة؛ ويعتبر سودان مصغر؛ ويمثل الكتلة التاريخية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، تشارك فيه كل فئات الشعب السوداني من احزاب وحركات كفاح مسلح ومجتمع مدني ولجان مقاومة ومهنيين ومزارعين ورعاة ومبدعين ومثقفين وادارة اهلية ومجموعات دينية ومعاقين ومجموعات نسوية ورجال اعمال ومفصولي الاجهزة النظامية من 18 ولاية في السودان ومن 24 مهجر للسودانيين بالخارج. إنطلاقاً من أدوار ومسئوليات المشاركين والمشاركات من كل هذه الفئات كقادة للمجتمع السوداني وبما لديهم من نقاط قوة والعمل وسط الجماهير وعلى الارض، بما يمثلون من رصيد يمكن “تقدم” من لعب دوراً أساسياً في العمل الانساني والاجتماعي والسياسي والضغط بكل السبل لوقف الحرب ومجابهة تداعياتها.
  6. سبـق المؤتمر تحضير كبير وحراك سياسي ودبلوماسي واسع منذ تشكيل الاجهزة التحضيرية لتقدم؛ وقد انجزت مهامها بصورة مقبولة ومرضية رغم الاشكالات والعثرات والتعقيدات؛ وقد دفعنا في حزب الامة القومي بمقترحات إصلاحية تفصيلية؛ بغية الوصول الي المؤتمر التأسيسي والذي نآمل فيه الاستجابة الكاملة للرؤية الاصلاحية؛ وأن ننتقل من المرحلة التحضيرية بإيجابياتها وسلبياتها الي المرحلة التأسيسية؛ والتي تتطلب بناء جبهة مدنية ديمقراطية ترتكز على؛ التوسع بضم كل من يتفق على أهدافها والشمول الذي يعبر عن التنوع الاجتماعي والسياسي وبمشاركة واسعة للنساء والشباب؛ والتمثيل العادل والمتوازن لكل الفئات؛ والاستفادة من الميزة التفضيلية لأي فئة من الفئات وضرورة التكامل فيما بينها بصورة تتسق مع دور كل فئة، في إطار وحدة إستراتيجية لقوى الثورة والسلام والتحول الديمقراطي في مواجهة الحرب والطغيان.
  7. هـذا المؤتمر سيناقش توصيات ورش العمل؛ والتدخلات الانسانية العاجلة؛ وتطوير الرؤية السياسية حول إنهاء الحرب وما بعدها، والنظام الاساسي والهيكل التنظيمي، عليه؛ لابد أن يكون الحوار حراً ومفتوحاً وشفافاً. وان يخرج المؤتمر ببرنامج واضح وعملي يخاطب الكارثة الانسانية بتدخلات عاجلة، والادانة الصريحة والمغلظة لإنتهاكات طرفي الحرب، ويخاطب قضايا بناء الدولة السودانية وعلى رأسها الاصلاح الامني والعسكري وصولاً الي الجيش المهني القومي الواحد مع ضمان خروج المؤسسة العسكرية والامنية من المشهدين السياسي والاقتصادي، والاصلاح السياسي وفق رؤية ومنهجية تشمل الاصلاح الحزبي وتحقق التكامل بين المؤسسات المدنية ، والاتفاق على تفاصيل مؤتمر المائدة المستديرة والتحضيرات اللازمة له، والدور المطلوب من المجتمع الاقليمي والدولي. وان يخرج المؤتمر بإتفاق على ميثاق شرف يؤكد التزام أسس العمل الجبهوي والمؤسسي وقواعد الممارسة الراشدة كأساس للنظام الاساسي؛ وان ينتخب المؤتمر الهيئة القيادية الجديدة.
  8. حزب الامة القومي؛ الحزب الاعرق في السودان؛ والممسك بمشارع الحق المتمثلة في الحرية والمواطنة المتساوية والديمقراطية ومقاومة الطغاة؛ والذي يجسد ارادة طيف واسع من السودانيين في الريف والحضر؛ ويتخذ النهج القومي والعمل المشترك مع القوى الديمقراطية سبيلاً لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة؛ لقد شارك حزب الامة القومي بفاعلية في تأسيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، ويشارك عبر ممثليه المصعدين من الولايات والمهاجر في أعمال المؤتمر التأسيسي؛ ولن يدخر الحزب جهداً من أجل توحيد الصوت المدني لوقف الحرب واستعادة المسار المدني الديمقراطي وبناء عقد اجتماعي جديد؛ ويعمل الحزب بصدق وحرص مع حلفائه على تطوير التنسيقية الي جبهة مدنية واسعة أهدافها وقف الحرب ومجابهة الكارثة الانسانية واعادة الاعمار واستعادة التحول المدني الديمقراطي.
  9. ختاماً أشكر الاصدقاء والاشقاء في المجتمع الاقليمي والدولي لمساندة ودعم خيارات السودانيين؛ ودعم تنسيقية تقدم؛ التي تعبر عن ارادة قوى الثورة والتغيير والمستقبل والتي تتصدى الي مهمة وقف الحرب وتحقيق السلام واستعادة الامن والاستقرار والتحول الديمقراطي؛ وشكر خاص لدولة أثيوبيا الشقيقة حكومةً وشعباً على إستضافة هذا المؤتمر العظيم.

24 مايو 2024 – أديس أبابا

فضل الله برمة ناصر
رئيس حزب الامة القومي المكلف

▪︎▪︎▪︎

التعليقات