” إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”
“استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه”

بتلك الكلمات في الاعلى أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمته إتجاه النساء ليكون المجتمع بهن رحيم وعفيف ومساند ومتحمل معهن ضنك الحياة ومعاناتها وشقاها ،وان يكون لهن دور في مستقبلها ، ولهن شراكة التدبير والتخطيط ، ولكن من خلال حربنا العبثية الدائرة في وطننا السودان اليوم ، لا احد يكترث لهن ، فالاكثر تاثير ومعاناة وتعرض لجميع انواع الانتهاكات هن النساء ، فلم يكتفي المتحاربون بفقدانهن للاب والابن والزوج ، بين مقاتل ، ومهاجر ، مفقود ،وشهيد ، جعلوهم عرضة للتحرش وللقتل ، بعضهن بالمدافع واخريات بالقتل العمد ، وعرضة للاغتصابات والتحرش ، وقد كشفت العديد من الجمعيات لحوادث عديدة يندي لها الجبين وتدمع لها العين ويستغفر عنها الكافر .

تحملت النساء معاناة النزوح و اللجوء ، فغير فقدانهن الزوج والاب والابن بين شهيد وجريح ومقاتل ومهاجر ، اجبرنا على تحمل فقدان الدار والوطن ، واصبحت النساء في دور الايواء مجبرات على الخروج للعمل والتكسب في ظل غياب السند ، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية القاسية الناتجة عن الحرب ، فاصبحت الطبيبة بائعة كسرة ، والمهندسة فارشة للشاي ، والمعلمة بائعة للمستلزمات ، والموظفة عاملة منازل ، وتعددت المهن ، وفي كل يوم جديد للحرب تزداد النساء معاناة ويزداد النازحات عددا.

وفي كل فقدان للزوج او الاب او الاخ بين شهيد ومفقود ، تعاني امرأة من مراراة الحياة ، ويكتب عليها ان تصبح أرملة ، او يتيمة هي الام وهي الأب في نزوحها او في اللجوء ، دون أن ينظر لهن قاتلي الشعب ومدمري حياته باي اعتبار ، فكم من امرأة رملت ، وكم من امراة يتمت وكم من إمرأة اغتصبت ،وكم من تم قتلهن دون ان يعرفن باي ذنب .

يعاني النساء في السودان رغم المواثيق الاممية والقرار “1325 المرأة والسلام” ،يعانين مراراة الظلم والتهجير ، وويلات صراعات الساسة والعسكريين ،واطماع الشعوب التي تكالبت علينا من كل فج دون مراعاة .

و يمثل القرار امرا مهمًا بالنسبة للمرأة على المستوى العالمي لأنه أول قرار لمجلس الأمن يهدف إلى ربط تجربة النساء في النزاعات المسلحة بمسألة الحفاظ على السلام والأمن الدوليين حيث دعا إلى:
زيادة مشاركة المرأة في جميع مستويات صنع القرار وفي عمليات حل الصراعات والمشاركة بقوات حفظ السلام وفي المفاوضات.
القدرة الاستيعابية لقضايا التنوع لدى العاملين في عمليات حفظ السلام والتدريب عليها.
تناول قضايا التنوع في أوقات السلاموت سريح الحيش وإعادة الإدماج.
احترم حقوق السكان المدنيين واللاجئين والمشردين داخليًا.
حماية المرأة من العنف والتمييز.
تجنب العفو عن الجرائم التي وقعت في الحرب ضد المرأة

وعلى الرغم من المواثيق الدولية والمحلية والاقليمية وحتى الاديان ، إلا أنه لاتوجد التزامات بذلك ودائما ما يدفع النساء ثمن الحروب ، اثناء وبعد الحرب .

وبحسب برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة هنالك حوالي مليون و 200 ألف من النساء يعانون من سوء التغذية ، داخل السودان ، هذا العدد الكبير يقابله أضعاف من الاطفال ، فمقابل كل معاناة امرأة هناك طفل او طفلين يعيشون معها ذات المعاناة ، معظم هؤلاء يتواجدون داخل مناطق النزاع ، وهو ما يعني أن الالاف من الاطفال دمرتهم الحرب .

وهناك قصص عديدة وتضحيات ومعاناة ،حتى لمن خرجن خارج مناطق الحرب ، واذكر قصة قصيرة لمعاناة سيدة وابنها مع حربنا العبثية :
قبل ايام التقيت بسيدة تلعن الحرب وصانعيها ومرتكبيها وداعميها ، سالتها عن ذلك ، عرفت منها ، أن الحرب تسببت في معاناة ابنها الوحيد ، الابن الذي كان يعاني من فشل كلوي قبل الحرب ،فتبرعت الأم لابنها ، ثم اجريت له عملية ناجحة ، على أن يبقى في فترة رعاية لمدة طويلة ، فاندلعت الحرب وهو في فترة الرعاية ، واصبحت المعاناة تتواصل في كل يوم تستمر فيه البندقية ، إلى أن دخل الابن في مضاعفات ، وهربت به الأم من جحيم الحرب الى نيران النزوح ، لتكتشف بعد ذلك ان الابن فقد الانسجام مع الكلية الجديدة ، نتيجة للمضاعفات بسبب نقص الدواء وعدم الانتظام في العلاج ، ولان الحرب اوقفت الحياة تماما ولم يعد الحصول على الادوية متاح ، لتبدأ تلك الأم رحلة معاناة جديدة ، بين صحتها هي التي تبرعت بكليتها ، وبين ابنها الذي يحتاج إلى واحدة اخرى بعد فشل الاولى بسبب الحرب ، في ظل ظروف ولجوء ، دون أن يهتم لامرهم أحد.
ومن قصص المعاناة وسط النساء روايات
ومن تعرضهن للمضايقات في الداخل والخارج ، في مناطق الحرب وفي مناطق السلم
وما اقسى ضيق العيش
وما اصدق تلك المرأة التي وقفت في الشمالية وهي تقول للقائد العام للجيش “تعبنا يابرهان”

التعليقات