الحديث عن تكرار المشهد اللليبي بكل تفاصيله في السودان منتشر بصورة ملفته تحتاج من العقلاء في بلادنا الوقوف عندها والتعامل معها بمسئولية لخطورتها على أمن وإستقرار البلاد.
في إجتماع لحلف شمال الاطلنطي عام 2009م إتضحت ملامح مشروع خطة (طي البساط) وهي تهدف إلى إزالة ماتبقى من آثار الحرب الباردة.
وفي عام 2010 م اعلن عن خطه جديدة أطلق عليها( الباب المفتوح) ، تزامنت مع إنفجار الأوضاع في ليبيا التي صنفت بأنها ليست ثورة، بل مجرد حالة ثورية. شكلت أحداث ليبيا فرصه ثمينه لحلف شمال الأطلنطي للتدخل فيها عسكريا تحت شعار حماية المدنيين، وهو الشعار الذي يردده البعض في السودان وفي الدول الراغبة للتدخل في الشأن السوداني وتبرير استخدام وسائل عسكرية في السودان (لحماية المدنيين) ، أما الأهداف الحقيقية فمسكوت عنها!! بعد نجاح خطة الضرب عسكريا في ليبيا وتقسيمها إلى دولتين متنافرتين تحت إشراف حلف شمال الأطلنطي أصبح الحديث عن الدولة المرشحه أن يحدث فيها السيناريو الليبي وأكثر الدول تداولا هو السودان، إعتمادا على ما حدث من ممارسات لإجهاض الثورة السودانية العظيمه….. بدأت بعملية فض الإعتصام تلتها محاولات لتفتيت الثوار والتلاعب بالوثيقه الدستوريه.
الحديث عن الصراع ربما يضاف له بهدف توسيعه وتعدد مساراته والمشاركين فيه لضمان تعطيل الثورة والتحكم في مسار السودان وفي موارده.
أما في ليبيا فقد بدأت معالم الهدم بعد أن قدمت مادلين أولبرايت تقريرها، تبعتها عملية الغزو العسكري بإعلان حظر السلاح وتطبيق عملية سريعه وحاسمة في ليبيا إستمرت لمدة 24 ساعه فقط حدث فيها تدمير كل الدفاعات الجوية والأسلحه الاخرى بقوة ضخمة مكونة من 15 ألف و 909 جندي و305 طائرة، العملية تمت إستجابة لطلب من الجامعة العربية إلى مجلس الأمن، من جانبه كلف مجلس الأمن مجلس شمال الأطلنطي للقيام بالمهمة.
ملاحظات حول المؤتمر الصحفي لمستشاريي الدعم السريع الذين إنضمو للجيش :
فكرة قيام مشاريع تنموية عملاقة للإستثمار (قطاع خاص) مقبولة بل ومطلوبة بالشروط الآتيه :_
أ_ أن تخضع المشروعات للدراسة والتمحيص لضمان جدواها وخضوعها لقوانين الدولة.
ب_ القوات المسلحه في كل أنحاء العالم حدث لها تطور في الأسلحة وفي الآليات بصورة أصبحت فيها أقرب إلى مراكز البحث والمعامل بدلا من الأسلحه التقليدية والممارسات الصارمة الموروثة.، عضوية القوات المسلحة تتمتع بخبرة واسعه وإلمام بمختلف العلوم، لذلك يجب التعامل معها بما يحقق الإستفاده منها في مجال التنمية الصناعية والزراعية عبر أزرعتها المدنية.
المشروع الذي أفصح عنه المؤتمر الصحفي فيه مايستحق النقد بهدف المراجعه والتصحيح.
*تمت إجراءات دراسة المشروع والإعداد لتنفيذه في سرية تامة.
*أجهزة الدولة التي مرت عبرها إجراءات التصديق تعاملت معها رغم خطورتها دون إلتفات لما قد يترتب عليها من مضاعفات، فالحديث عن الأراضي وتمليكها بمساحات واسعه وعن مطارات وموانئ ووحدات عسكرية والتعامل بمبالغ كبيرة( 30 مليار دولار) فيه مساس بهيبة الدولة وفقدانها للسيطرة على أرضها وأمنها.

  • تمليك الدعم السريع لهذه المؤسسات الكبيرة دون أي مشاركة أو مراقبة من قبل الدولة يعني أنها أصبحت دولة داخل دولة.
  • * المشروع بشكله الحالي يعني أن يستمر الدعم السريع جزيرة معزولة وغير خاضعة لرقابة الدولة وفي هذا تعطيل لمشروع الجيش الواحد.
  • هناك نقاط كثيرة تحتاج للدراسة والمراجعة لضمان الإصلاح بالصورة المقبولة والقابلة للإستقرار والنموء يمكن التعرض لها في مقال قادم.

د. إبراهيم الامين

التعليقات