الصراع على السلطه وإدخال السلاح كوسيلة لحسمها لصالح حزب أو مليشيا وعزل ماتبقى من مواطنيها بإعتبارهم رعايا وليس مواطنين!! وتكرارها مرات ومرات بأساليب متخلفه وغير إنسانية أفرز وللأسف الحاله البائسه التي نحن فيها الآن… بين الحياة والموت!! هنا يجب أن ننتبه إلى خطورة تكرار الممارسات السابقه لفشلها وأن تكرارها يعني فقدان السودان العظيم، إسمه ورسمه.
ما العمل؟
أقصر الطرق للوصول إلى حقيقة مانحن فيه هو الإعتراف بالفشل بكل حكوماتنا السابقه والبحث عن خيار آخر لحكومة مختلفه، حكومة مقبولة وعادله لإدارة السودان، علينا لتحقيق هذا الهدف التوافق على معالجة قضايا البلاد الشائكه بالحوار، حوار شامل وجاد بهدف الوصول إلى عقد إجتماعي جديد…. حوار بهذا المستوى من الجديه والشفافيه والشمول يفرض علينا التخلي كليا عن التطرف وتقديس الذات وتحقير الآخر بمحاولة عزله أو إبعاده والبحث عن صيغه مناسبه لبسط السلام والقيم الداعمه لمبدأ المواطنه والمشاركه وسيادة حكم القانون، وفي هذا مايؤكد عظمة السودان ومجتمعه المتعدد إثنيا وثقافيا ودينيا والموحد وجدانيا وتماسك مواطنيه.
التوافق على مشروع وطني بعيدا عن تجاربنا السابقه على إختلاف مكوناتها وأسمائها يعني بداية عهد جديد بمشروع طموح لسودان المستقبل بقياده جديده وبرنامج جديد وطموح برؤية ثاقبه وإسلوب للحوار يمكن به إستعادة الشرعيه والفاعلية للدولة، وهنا تبرز خطورة محاولة إيجاد شراكه غير وطنيه بين حزب الأمه والدعم السريع، خطوة غير موفقه وغير مسئولة ولها ردود فعل سالبه بل ومدمرة للحزب وللوطن، كيف يتم التحالف مع مليشيا إرتكبت جرائم شنيعه في حق الوطن والمواطن (القتل والتشريد والاغتصاب وإزلال الناس وتجويعهم ) وهي ممارسات متطرفه تعكس بآثارها السالبه ماوصل إليه السودان في ظل حرب ظالمه، ومن أهداف هذه المليشيا تصفية القوات المسلحه لتنفرد للسيطرة على السودان على شعبه وموارده والتحكم في مساره وفي قراراته دون أي إهتمام بما قد تترتب هذه الممارسات على مواطنيه.
الهدف من جر حزب الأمه أن يكون طرفا في معادلة الحكومه الموازية هو إضعاف دور الحزب الوطني ومعارضته للإنحراف بمسار الدولة ودخولها في عالم تتحكم فيه مليشيا متطرفه وأطراف خارجيه دون أي إعتبار لمصالح السودان ولتاريخه ولكرامة مواطنيه.
الحرب اللعينة التي تعرضت لها البلاد أكدت ضعف الأحزاب السياسيه ومنظمات المجتمع المدني التي إكتفت في مقاومتها على شعار مبتور لا للحرب.. دون أي عمل ملموس لوقفها ولتقديم مايلزم لحماية المواطنين ولتوفير ما يخفف عنهم آثار الإعتداءات المتكرره من المليشيات عليهم.
هنا يجب أن نشيد بعملية الإستنفار التي عمت كل مواطني البلاد ووقوفها دعما للقوات المسلحه لرد العدوان وتحرير كل المناطق التي إحتلتها قوى التطرف تأكيدا لتماسك الشعب السوداني وإحترامه لقواته المسلحه فهي اليوم تحميه وتحتمي به في تفاعل مشهود، شعب واحد جيش واحد…
هنا علينا أن نتوقف ونعيد النظر في كل تجاربنا السابقه وفي قياداتنا وفي ممارساتنا كي نبدأ مرحله جديده تعيد للسودان الحياة والحيويه لوطن النجوم. وفي الذاكرة ماحدث من إعتداءات على السودان وموقف الدول الشقيقه الرافض له والداعم للقوات المسلحه السودانيه، إستجابة لدعوه من الرئيس صدام حسين زار السيد رئيس مجلس السياده أحمد الميرغني وكنت مرافقا له وإستمعنا لكلمات فيها تقدير للسودان ولقواته المسلحه إذ قال الرئيس صدام حسين إن العراق لن تقبل ولن تسمح بإنهيار القوات المسلحه السودانيه. كلمات خالدات نحتاج لها اليوم من الأشقاء.
حزب الأمه سباحه عكس التيار :_
هل يملك اللواء فضل الله مايقنع جماهير حزب الأمه بأن مشروع الشراكه الذي يضم حزب الأمه وآخرين مع الدعم السريع فيه مايفيد السودان علما بأن ممارسات المليشيات أكدت عكس ذلك، مشاركة حزب الأمه في هذا التحالف المشبوه قرار لم يعرض على مؤسسات الحزب بل تم في ظروف بعيدا عن المؤسسات وبقرار إمبراطوري من اللواء فضل الله وبعض معاونيه وقد تأكدت خطورة هذا القرار وما ترتب عليه من دمار يحتاج منا لسنوات لإعادة بناء ماأحدثته الحرب وفي الذاكره أن مافقدناه من أرواح لن تعود لذلك نقول للأخ فضل الله إن هذا الموقف يحتاج منك إلى مصارحة الشعب السوداني (والرجوع إلى الحق فضيله) وإن كنت مصرا على أن تدافع على هذا الموقف المرفوض شعبيا أطلب منك وأنا إبن حزب الأمه وأنت أيضا أبنا لحزب الامه أن نلتقي في مناظرة عنوانها مع وضد الحكومه الموازيه ولك الشكر.
د. إبراهيم الأمي
المقالات
د.ابراهيم الامين يكتب: متى نحترم عقولنا؟

التعليقات