تارا نيوز: ايمن كمون
توفي فجر الاربعاء الفنان الشاب محمد فيصل الجزار بمقر اقامته في مدينة القضارف (حي الصومعة) حيث شيع جثمانه إلى المقابر واقيمت سرادق العزاء بالمدينة.

بدأ الجزار مشواره الموسيقي مطلع الألفية الجديدة رفقة الفنانين مجاهد عثمان ومنتصر هلالية والشاب أمير وحقق شهرة واسعة من خلال ما قدمه من طريقة جديدة عرفت باسمه واشتهرت بين اوساط الشباب ، وتعتمد بشكل كامل على التأليف والتوزيع الموسيقي الحديث واستخدام المؤثرات الصوتية والمكس الصوتي والتسجيل الصوتي في استديوهات عالية النقاء.
واستطاع الجزار تشكيل وعي جديد بضرورة العمل عبر التكنولوجيا واستخداماتها في الموسيقى والغناء.

كان مغنياً مُجيداً صاحب ادائية خاصة وملحناً بارعاً وموزعاً دارس للموسيقى ومؤلفاً موسيقياً من الطراز الفريد شكل ثنائيات كبيرة رفقة عدد من المبدعيين لكن اشهرها كانت مع الموسيقية سامية الهندي والشاعر محمود الجيلي والاخير قدما معاً اغنية (نعمة من رب السماء) التي وجدت رواجاً وقبولاً كبيرين وتفاعل معها جمهور الغناء لشكلها الجديد وكونها جسدت تجارب عاطفية حقيقة للشاعر والمغني.

قدم وساعد الجزار الكثير من الاصوات الغنائية الشبابية الموجودة في الساحة الآن واثر على مشروعهم الموسيقي ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشاب منتصر هلالية الذي شكل معه بداية مشواره ثنائية موسيقي وقدما الكثير من الاغنيات والشاب مجاهد عثمان والذي اشتهر في الوسط بقدراته اللحنية والادائية العالية كان ايضاً حاضراً في مشروع الجزار بمجموعة من الاغنيات وطرق التغني والتلحين والتوزيع الموسيقي.

قدم محمد فيصل الجزار اغنيات خاصة مع العديد من المغنيات اشهرهن افراح عصام ونسرين هندي وسامية هندي.
لكن الثنائية الاعلى حضوراً في تجربة الجزار كانت مع المغني الشاب حسين الصادق الذي قدم اكثر من خمس اعمال غنائية شكلت اللبنة الاولى في مشواره مع الحزار وكانت بمثابة السند له والخروج من عبائة ادائية شقيقة احمد الصادق وقدمته بصورة مغايرة ومقبولة وسط الجيل الجديد وجعلته يعتمد اعتماداً كاملاً على شكل التغني الجديد.

قدم كذلك الجزار ثنائيات مع مغنين اجانب لعل اشهرهم المغنية الاثيوبية (حليمة).
وتفرد بطريقة ادائية مختلفة وشكل ألحان مغايرة ووتقنيات اداء صوتي تميل في كثير منها للمقامات العربية اعتماداً على تأثره بمكان نشأته في دول الخليج والغناء بالسلم السباعي مع قدرة عالية للتعامل مع السلم الخماسي مما جعل الكثير من النقاد يرى انه موسيقي متمرد.
قدم الحزار الكثير من الاغناني المسموعة بطرق توزيع موسيقي جديد برع فى ادائها مما خلق له جماهيرة عالية وقبولاِ عند مختلف الاجيال ، لكن اشهر هذه النوعية عنده:

(من ألاسكلا وحلا – ان شاء الله يضوى ليك- يامارة بى بابنا-ملك الطيور_ يازول كتلتني كتل_ ورائعة الكاشف أسمر جميل).

إضافة إلى ذلك طرق الجزار منذ بواكير تجاربه ضروب المديح فابدع واجاد وحاليا تعتبر مدحة(مكاشفى القوم) التي اضاف لها شكلاً جديداً في التوزيع وتقنيات الاداء من اشهر المدائح واكثرها انتشاراً في افريقيا والوطن العربي.
يعتبره الكثير من مغني الاجيال التي سبقته موسيقياً ومغنياً مختلفاً وصاحب مشروع وهو الشئ الذي دفع بأن يقع عليه اختيار الفنان الراحل محمود عبدالعزيز للظهور معه فى برنامج (مع محمود ) بقناة الشروق الفضائية.
ظهر الجزار ضمن منظومة المغنيين الذين قدموا تجربة اعادة التوزيع وتقديم الاغنيات في برنامج (مع احمودي) الذي تم بثه في العام 2017 على قناة سودانية 24 وهو أكثر البرامج توثيقاً لتجريته في التوزيع الموسيقي.
رحل محمد الجزار فجأة تاركاً ارثاً موسيقياً محترماً وتجرية غنائية وتراثية ثرة واستطاع رغم سرعة رحيله أن يصنع اضافة قيمة في الفن السوداني والثقافة الافريقية والوطنية.
محمد فيصل الجزار اشتهر في الوسط الموسيقي الغنائي في السودان بالهدوء والتهذيب العالي مع الآخرين واحترام الناس ، لم يكن مشغولاً بشئ غير فنه ومشروعه وتغنيه، لم يدخل في صراعات أو خلافات مسيئة في الوسط .
تقبله الله ورحمه وغفر له وعوض شبابه الجنة .. خالص التعازي لأسرته المكلومة ولكل أهله واصدقائه ومحبي فنه.

التعليقات