لا يحتاج وزير الزراعة والغابات والري عصمت قرشي أن يقيم ورشة نقاشية أو عصفا ذهنيا ليتعرف على مشاكل وزارته ثلاثية الملفات والأبعاد فهي مشاكل متوارثة ومعروفة للجميع، وهو على الأقل خبير زراعي عمل بالداخل والخارج ومؤهل علميا وعمليا لاحداث تغيير منشود إذا تعافت الوزارة من أمراض الخدمة المدنية المزمنة، ووضعت الدولة أولويات الأمن الغذائي على مصاف الأمن الإستراتيجي، ورفعت كفاءة البنك الزراعي برأس مال معتبر، ومولت صغار المنتجين، وتوسعت في الزراعة التعاقدية ووفرت مدخلات الإنتاج قبل بداية الموسم الزراعي من البذور والوقود والاسمدة والٱليات الزراعية والسؤال الأهم لماذا لا ينتج السودان بعضا من هذه المدخلات ليوفر العملة الصعبة؟!
ما يحتاجه الوزير إرادة حقيقية للتغيير ودعم مباشر من رئيس الوزراء و (لاامل بلا زراعة)، لتبني الحلول والمعالجات لقضايا الزراعة والمزارعين على هدي وبصيرة، ففي الأعوام الماضية كانت الوزارة آخر من يعلم عن الموقف الزراعي المطري والمروي حيث يبحث أهل الزراعة عن الحلول لدى بعض أعضاء مجلس السيادة ويتابعون بأنفسهم مع وزارة الطاقة لتوفير الوقود ومع القطاع المصرفي للتمويل بينما يغيب الوزير المختص عن المشهد ..!
لا يحتاج كذلك الوزير لتذكيره بأن أكبر التحديات زيادة إنتاج الفدان بإستخدام التقانة الزراعية وانظمة الري الذكية والاسمدة العضوية ولن يتحقق ذلك إلا بتوفير البنية التحتية التكنلوجية والتمويل اللازم لتطبيق التقانة الحديثة، والاهتداء بتجارب ماثلة حققت نجاحات على رأسهم صاحب السبق وجدي ميرغني محجوب ومحمد يوسف عبداللطيف في القضارف على سبيل المثال وليس الحصر..!
تزامن تعيين الوزير مع بداية الموسم الزراعي المطري وشرع على الفور في متابعة انسياب مدخلات الإنتاج قبل أداء القسم حتى.. شكاوى المزارعين عن تأخر التمويل وتوفير المدخلات ظلت تتكرر بصورة معادة سنويا .. القضية الأخرى الأكثر أهمية نهضة المشاريع الزراعية القومية وعلى رأسها مشروع الجزيرة ودلتا القاش ودلتا طوكر وحلفا الجديدة والرهد والسوكي ..أما ملف الري فيحتاج لرؤية جديدة تحقق مصالح الشعب السوداني بعيدا عن الخطب السياسية وتوزان بين المصالح..!
اختم بالقول أن القوس أعطيت لباريها واسند الأمر الى أهله في وزارة الزراعة والغابات والري،
هذا ما لمسته في جلسة ضمتني الى جانب أستاذنا الهرم الشريف الهندي عزالدين رئيس تحرير صحيفة المجهر السياسي الذي لطف علينا مقدمه هذه الأيام أجواء الصيف الحارقة في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان، أمضينا ساعتين من الزمان مع الوزير وطاقم مكتبه حول قضايا الحقل والبيدر والمروج الخضراء وثمة أمل أخضر يبدد أوهام المجاعة وخزعبلات المنظمات السياسية والظهير السياسي للمليشيا المتمردة

التعليقات