‏ببالغ الحزن وعميق الأسى، أنعى إلى الشعب السوداني وإلى الأسرة الفنية والثقافية، رحيل الفنان المطرب المثقف، صاحب التجربة الموسيقية المتفردة، الذي استطاع أن يستنطق وجدان كردفان، ويستنبط من تراثها الشعبي الغني موسيقى خاصة به، متكئة على إيقاع المردوم، ومشبعة بروح المكان والإنسان، وقد امتد إبداعه ليشمل كل أرجاء السودان.
‏كان الراحل فناناً مثقفاً واعياً برسالته، مجدداً دون قطيعة مع الجذور، فحمل الفنون الشعبية من سوح قرى وبوادي كردفان إلى فضاءات أوسع، وقدمها برؤية معاصرة تحترم الأصل وتحتفي به. ولم يكن مطرباً فحسب، بل كان مثقفاً يدرك أن الفن ذاكرة أمة ولسان حالها.
‏وقد تشرفت بلقائه داخل الوطن وخارجه، حين أقام مناسبات وحفلات فنية في عدد من الدول العربية والأوروبية، كان فيها سفيراً حقيقياً للسودان، ينشر ثقافته ويعرّف العالم بتنوعه الموسيقي وثرائه الإبداعي، مقدماً الفن السوداني في أبهى صوره، ومؤكداً أن الإبداع قادر على عبور الحدود رغم كل التحديات.
‏إن فقده يُعد خسارة كبيرة للمشهد الثقافي في بلادنا، وللوجدان السوداني عامة، غير أن إرثه الفني سيبقى حياً، ملهماً للأجيال القادمة، وشاهداً على قدرة الفن على التجدد والبقاء.
‏نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله ومحبيه وتلاميذه الصبر وحسن العزاء،
‏وإنا لله وإنا إليه راجعون.
‏خالد الإعيسر
‏وزير الثقافة والإعلام والسياحة
‏الثلاثاء 16 ديسمبر 2025

التعليقات