تحتفل بلادنا بالعيد السبعون للاستقلال في ظروف بالغة التعقيد علي الصعيد السياسي والاقتصادي والحياتي والامني تضع سوداننا الحبيب علي فوهة بركان ولايستطيع المرء إدراك المخاطر المتوقعة علي شعبنا في ظل هذه الخطوب والبلايا اذا لم تحدث إجراءات وطنية مدروسة وفعالة تكفل سلامة الدولة وملامسة جذور المشاكل العميقة بسلاح العلم والإنتاج والتفاني والوطنية والتجرد.
فالاستقلال لايعني الكرنفالات والأفراح والتغني بذكرى الانعتاق من المستعمر فالشاهد ان هذا المنهج القديم قد صار قصة من الماضي وأصبح الاستقلال مراجعة شاملة للاخطاء الجسيمة والسياسات والبرامج البالية وصارت أغنية الاستقلال العصرية هي الانفتاح علي الريف ومحاولة النهوض بادوأت البناء في جميع المرافق والمؤسسات وقد جاء احراز الاستقلال علي محطات متعددة ابطالها ثلة من الوطنيين ابتداءا من ثورة عجبنا في جبال النوبة ونضالات ودحبوبة ورفاقه في الجزيرة وثورة اللواء الأبيض ثم مؤتمر الخريجين بقيادة الازهري ورفاقه الميامين فالواضح أن هذه الصورة العظيمة كانت افراز تها الجلاء والسودنة والاستقلال. لاشك أن التحديات الخطيرة والاشكاليات المعقدة إلتى تواجه البلاد في هذا التوقيت الدقيق والحساس لابد أن تقود الي قيام بعث جديد وتغيير العطر القديم حتى يتسنى الوصول إلى معاني الاستقلال المبتغي والحقيقي الذي يتماشي مع رغبات وتطلعات الشعب السوداني النبيل.
من هنا نبدأ الإصلاحات الضرورية التي تتخذ من الدروس والعبر قنطرة ثابتة للعبور الي الأهداف المرجوة.
نعود لدولة ٥٦ القائمة علي الركيزة الديمقراطية دون التوقف في الخزعبلات والهجوم الحاقد الذي انطلق الي صدرها من الاوباش حتى نقفز الي مقترح الفريق أول البرهان حول العودة إلى صاحب الألوان الثلاثة الأصفر والاخضر والأزرق وهو علم الاستقلال المرصع بسلطة الانتخابات.. كيف تقوم بعد وضع المعالجات المطلوبة ،أما هشاشة الدولة السودانية الماثلة الآن تنطلق من علاجها العبرة الي قيام الدولة السودانية القوية المتماسكة فيما يتعلق بالغلاء الطاحن وفوضي الأسواق ويؤسس معاش المواطنين وانفلات الدولار تستوجب هذه الحالة الكالحة الي تغيير السياسات الاقتصادية رأسا علي عقب وإخراج البديل الذي يضرب في وتر الخلل حتي لايحدث ما لايحمد عقباه اذا جاءت الطامة الكبري.
هنالك افرازت الدمار والخراب من الأجسام العسكرية خارج الجيش تستلهم روح العبر والدروس إلتى تعجل بضرورة احياء المعالجات إلتى ظلت تموت في اضابير الاتفاقيات ولاتجد طريق التطبيق علي الواقع.
علي طريق الدروس والعبر تتفرع الكثير من المعانى والمرامي التي تلعب دوراً جديدا وخطوات نوعية في رسم صورة الاستقلال في المستقبل بروح لاتتسق مع الاحتفائية التي ظلت معلقة في الاذهان خلال الفترة السابقة.
إذن لا للمهرجانات الصاخبة في عملية الاستقلال.. ولا للذهنية التقليدية في مواكب الاستقلال.. أخيراً.. كل عام والسودان يلج الي عالم الديمقراطية والمساواة والطمأنينة والعدالة.
المقالات
علي يوسف تبيدي يكتب : العيد السبعون لاستقلال السودان”الدررس والعبر”
التعليقات