طرابلس :تارا نيوز
أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، مساء السبت، عن مبادرة لـ”إحلال السلام ووقف إطلاق النار في السودان” بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع، وسط شكوك في أن تؤدي إلى تصفير الأزمة التي بدأت رحاها منذ أبريل الماضي بسبب تعنت قائد الجيش الذي يصر على مواصلة الحرب لتقليص خسائره العسكرية في جبهات القتال.

ووفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، أجرى الدبيبة اتصالا هاتفيا بقائد قوات الدعم السريع في السودان الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حيث بحث الطرفان “مبادرة الدبيبة، لإحلال السلام ووقف إطلاق النار في السودان”.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة الفريق الأول عبدالفتاح البرهان، و الدعم السريع بقيادة الفريق الأول حميدتي، حربا خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

وذكر بيان حكومة الوحدة أن الدبيبة، قدم دعوة لحميدتي لزيارة ليبيا.

وبدوره أعرب حميدتي، عن “امتنانه لهذه الدعوة ولجهود الدبيبة، الرامية إلى دعم الأمن والاستقرار في السودان، مؤكدا ترحيبه بالدعوة” وفق البيان.

كما نقلت منصة “حكومتنا” على فيسبوك (رسمية تتبع لحكومة الوحدة) تأكيد الدبيبة، على “ضرورة تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية لإحلال السلام والاستقرار” في البلد الشقيق.

وأضافت المنصة أنه “من المنتظر أن يؤدي رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، زيارة رسمية إلى طرابلس، الأسبوع الجاري”.

من جانبه، قال قائد “الدعم السريع” “تلقيت اليوم (السبت) اتصالا من الدبيبة، حيث ناقشت معه تطورات الأوضاع في السودان، ورؤيتنا لحل الأزمة من جذورها وإعادة بناء السودان على أسس جديدة عادلة”.

وذكر حميدتي، في بيان عبر منصة تلغرام “شكرت الدبيبة، على دعوته لنا لزيارة #ليبيا والتي سنلبيها في القريب العاجل، كما شكرته على مبادرته وجهوده في دعم الاستقرار والسلام في السودان، والذي ينعكس على أمن واستقرار المنطقة”.

والمبادرة الليبية الوليدة والتي خرجت من بلد يعاني انقساما سياسيا، رأى البعض أنها لن تقدم جديد، معتبرين إياها بمثابة المناورة التي تسعى من خلالها حكومة الدبيبة منتهية الولاية لإثبات شرعيتها الدولية، ولإيجاد دور لها على الساحة.

ويرتكن هذا الرأي إلى أن الدبيبة يحاول استخدام المبادرة التي قدمها كورقة مناورة تكسبه زخما دوليا، متوقعين أن تتعثر تلك المبادرة التي لم يكشف عن كامل تفاصيلها في جمع الطرفين على مائدة التفاوض في العاصمة طرابلس.

وما يزيد من صعوبة نجاح حكومة الدبيبة في حل الأزمة السودانية، كون طرابلس لا تمتلك أوراق ضغط على الأطراف المتحاربة، هذا إلى جانب رفض البرهان التحاور مع حميدتي وتصعيده لخطاب الحرب، وذلك في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي أمام ضباط وجنود” الفرقة الثالثة مشاة” بولاية نهر النيل شمالي السودان.

وعلى عكس حميدتي الذي طالما أبدى مرونة ومد يديه إلى السلام، لايزال البرهان يرفض أي تفاوض مع قائد الدعم السريع خارج السودان، فقد قال في خطاب أمام قواته في 31 يناير الماضي، إن التفاوض لوقف الحرب “يكمن داخل السودان ولن نسافر للالتقاء بأي شخص بالخارج”.

ومن المقرر أن يصل البرهان العاصمة الليبية طرابلس غدا الاثنين حيث يجتمع مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون في مجالات مختلفة. وفق ما أفادت وسائل إعلام ليبية.

وسيتطرق البرهان إلى مشروع روسيا في المنطقة، في إشارة إلى دور موسكو المتصاعد في ليبيا والسودان ودول أفريقية أخرى.

وأطلق الجيش السوداني مهمة عسكرية للقضاء على قوات الدعم السريع، بعدما لم تتمكن مفاوضات رعتها السعودية و الولايات المتحدة في مدينة جدة خلال الفترة الماضية، بين الجيش والدعم السريع، من إحراز اختراق يقود لوقف الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر.

كما لم تنجح مساع أفريقية تقودها “الهيئة الحكومية للتنمية شرق إفريقيا” (إيغاد)، بالجمع بين البرهان وحميدتي، تمهيدا لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات.

التعليقات