تفاجأ (تجار الدين) من فلول النظام البائد بمقالنا الأخير والذي تصدينا فيه للقائد الحلو وهو يحاول التنطع والمزايدة وتعلية سقف اشتراطاته على حكومة المركز بالمزيد من التغول والدخول في الجزيئات التي تخص معتقد أغلبية سكان البلاد على الرغم من إذعان المفاوضون لمطلبه بفصل الدين عن الدولة هذا المطلب الذي يراه البعض تنازلاً مخزياً .
كانت مفاجأة القوم أن المقال قد جردهم تماماً من أحد الأسلحة (الصدئة) التي كانوا يستخدمونها متى ما قمنا بفضح فسادهم وبطشهم وابتعادهم عن الإسلام وممارستهم لجميع الموبقات من أجل البقاء في الحكم، ذلك (السلاح) الصدئ هو إتهام العبدلله بالإلحاد (عديل كده) وهي تهمة لديهم (ذي شراب الموية) يطلقونها على كل من يخالفهم ويشير إلى فسادهم وتجارتهم (البائرة) بالدين.
ولم تكن المفاجأة هي مفاجأة (المتأسلمين) وحدهم من فلول وأتباع النظام (الفاسد) فقد كان المقال مفاجأة أيضاً لأولئك الذين يعتقدون بأن إزاحة (معتقد الأغلبية) تماماً عن مظاهر الحياة هو (منتهى الديمقراطية) ومطلب من مطلوبات الحرية ولا أدري أي ديمقراطية هي تلك التي ينادون بها والتي لا تراعي حق الأغلبية.
لقد كان (طلب) القائد الحلو بإلغاء عطلة الجمعة وإستبدالها بيوم الأربعاء طلباً في غاية (السطحية) والتنطع الزائد الذي يوضح إستهدافاً غير مبرر لا ضرر منه سوى جلب العداء وإيغار النفوس مما يخلق الكثير من العوائق من أجل التوحد وإرساء السلام الذي يتطلع إليه الجميع، فمعاداة الأغلبية التي تدين بالإسلام والتدخل في شؤونها الخاصة (ذي قصة الجمعة دي) لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون في مصلحة السلام المنشود وقد كان من الأفضل (للقائد الحلو) بدلاً عن هذه الاشتراطات (المستحيلة) التي تمس العقيدة العمل للإنخراط في تجهيز متطلبات الحكم المدني وترتيب دمج قواته في الجيش الوطني ووضع الخطط التي من شأنها إعمار وإعادة بناء ما دمرته الحرب.
إن الناظر إلى وضع الحركات المسلحة بعد ذهاب النظام المباد يرى عجباً فبدلاً عن جلوس الجميع على طاولة واحدة بعد الثورة من أجل العمل بالخروج بالبلاد الى بر الأمان نجد انهم يفاوضون (ذي الما حصلت حاجة) حيث نجد فيهم من يطالب بتعويض (عن شنو ما عارف) ومن منو ما عارف .. وفيهم من يحاول طمس هوية الاغلبية وإهانة عقيدتها، (مع انو هذه الأغلبية لم تمس عقيدته) وتتيح للجميع ممارسة شعائرهم .!
كنا نتوقع أن تجلس كل هذه الحركات المسلحة مع أبناء الوطن للعمل على بنائه لا وضع العراقيل في طريق نهضته والتشفي منه وكأنه عدو فقد تفاجأنا بانحراف بوصلتهم بمثل المطالبات الغريبة التي لا علاقة لها بقضيتهم المعلنة سابقاً، للأسف لقد تكشف للجميع مؤخراً حقيقة هذه (الحركات) حيث وبانت مآربها الخبيثة التي ليست لها علاقة بمصالح من يتفاوضون باسمهم فمعظم أبناء دارفور يرفضون ما جاء في اتفاق جوبا مع مناوي ، والآن أبناء جبال النوبة يرفضون ما جاء في هذا الاتفاق الاطاري مع الحلو بل ذهبوا الى أبعد من ذلك فأنكر بعضهم على الحلو انه من أبناء النوبة حتى يفاوض عنهم !
فها هي تفضحهم شعوبهم التي يتاجرون بمعاناتها ويبدو أن هذه الحركات قد ركبت الموجة مع الذين ركبوا على ظهر هذه الثورة من أجل حكم السودان بالنيابة عن محاور خارجية لها مآربها الخبيثة في احتلاله ونهب ثرواته وإهانة معتقداته وتضع لها الخطط لتقوم بتنفيذها عبر هؤلاء (العملاء) مع تلك المحاور ومثالاً لهذه الخطط هذه المطالب الغريبة والتي ليس لها أي صلة بضحايا تلك الحرب المفتعلة في تلك البقاع الطيبة في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وعلى ما يبدو أن ثمة شيء يحاك بالتآمر بين هذه الحركات المرتزقة وهذه الحكومة العميلة التي تتواطأ لتنفيذ تلك الاجندة الخارجية الخبيثة والا لما كانت هناك أسباب لوجود مفاوضات (من أساسو) والتي انتفت أسبابها بسقوط النظام البائد.
كسرة :
يا حلو .. إعرض عن هذا … !
كسرات ثابتة :
• ح يحصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
الفاتح جبرا
كاتب صحفي سوداني يكتب بصحيفة الجريدة fatih.jabra@gmail.com