طالعت في الميديا بياناً أطلق القائمون عليه (مبادرة كلنا سيدة)، وسيدة هذه شابة قصتها تحكي مآسي زواج القاصرات في واحدة من تلك الاصقاع النائية الغارقة في البداوة والتي تنظر إلى البنت بأنها مشكلة يجب التخلص منها بالزواج لمن يتكفل بها، باعتبارها عالة على ذويها (نفس درجة الفهم الجاهلي)، ولكن المؤسف أن نراه ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، قرن صعد وتطور فيه كل شيء الا تلك العقلية المتخلفة والنظرة القاصرة للبنات ارأف الناس وهن المؤنسات الغاليات عند آبائهن.
بدأت مأساة تلك اليافعة (سيدة محمد حمزة)، القابعة في دارفورنا الحبيب في قرية (ابوقمري) المتاخمة للحدود مع دولة تشاد، بدأت رحلتها مع الشقاء باكراً بحسب أوضاعهم في معسكرات اللاجئين هناك، ولكنها ذات عزيمة وبأس كما هن نساء بلادي الباسلات؛
نشأت في مساعدة أهلها ولكنها لم تنس نصيبها من العلم؛ كابدت وجاهدت كما قرأت في رسالتها المنشورة في الميديا وقطعت الفيافي بين السودان وتشاد حتى تحقق حلمها ولكن حظها العاثر رماها في بيئة لا تقدر كل ذلك ولم ير فيها أهلها ما نراه نحن فيها من إصرار وعزيمة وشجاعة تستحق الدعم والمساندة، بل سيطرت عليهم أفكارهم العقيمة المتحجرة ورأوا فيها بلاءً يجب التخلص منه مع اول طارق لبابها طالباً الزواج؛ لا شروط هناك ولا تكافؤ ولا تقييم للرجل فقط يكفي انه مسلم ذكر ونفذوا فيها أسوأ الاحكام وزوجوها من قريبها وهي طفلة ذات ثلاثة عشر ربيعاً وعندما رفضت، كبلوها وقيدوها بالحبال واتموا المراسيم؛ بالله عليكم هل رأيتم قسوة كهذه القسوة المرة ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بضربها وتعذيبها واغتصابها بالقوة من المسمى زوجها وحرمت حتى من الماء حسب ما روته في قصتها المأساوية، حتى أوهن الضرب جسدها النحيل الذي لا يظن أحد انه سوف يصمد أمام كل ذلك العنف والأذى ولكن يا سادة انها الاراده فقد هزمت الوجع وأعانها الله وسخر لها فرصة للهروب، وسجلت بلاغات جنائية ما زالت قيد النظر أمام العدالة، واستقرت إلى حين ولكنها اكتشفت بعد ذلك بأنها حامل؛ تحملت وصبرت حتى وضعت وليدها وتركته في رعاية والدتها وواصلت الكفاح في مجال التعليم بين كر وفر مع معذبيها حتى أكرمها الله تعالى بتحقيق النجاح الذي تريد ودخلت الجامعة الاسلامية قسم الاجتماع وهي تحلم بالحياة القادمة الأجمل التي تريد حتى باغتها زوجها وأهلها وتم اختطافها بواسطتهم وتكبيلها بالاغلال مرة أخرى حلقوا لها شعرها وأوثقوها بالحبال القوية وما زالت تعاني في أسرها حتى الآن تدهورت صحتها بصورة مقلقة حسب ما نشر في تلك المبادرة السامية، لذلك أرى ان يدعم الكل تلك المبادرة الطيبة والتي تطالب بحماية بطلة العزيمة والارادة ذات الطفولة المقهورة والتي تنادي بتجريم زواج القاصرات وتسعى إلى حمايتهن عبر المنظمات الدولية وسن القوانين الرادعة لمثل هذه الممارسات الشنيعة ومن هنا يطلق المجتمع كله الصوت عالياً (كلنا سيدة) فهي تعاني بشدة وحياتها في خطر عظيم، كلنا معها في خندق واحد، ضد الظلم والقهر الممارس ضد اليافعات زهرات العمر النضير، ومعاً ضد زواج القاصرات ولتكن هذه المبادرة بداية لهزيمة تلك الافكار البالية غير الانسانية البتة.
معاً لانقاذها وحريتها، معاً ضد العنف ضد المرأة بصورة عامة والقاصرات بصورة خاصة، فهن أولى بالرعاية والحماية والدفاع عنهن،
الجميع معك ياصغيرتي.. نعم ليقف الكل بجانبها حتى ننقذ حياتها من الهلاك ونرسي دعائم القوانين والتشريعات التي تحمي حقوقهن في حياة كاملة هادئة كما يجب.
كسرة:
انقذوا سيدة الآن ..

معاً للقضاء علي العنف ضد المرأة

معاً لتجريم زواج القاصرات

مبادرة كلنا سيدة

كسرات ثابتة :
•السيدة رئيس القضاء : حصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟
•أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
•أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا
•أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).