الجنينة تنزف للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر ؛ ترك دارفورنا الجريح لأهواء مليشيات همجية تتقاذفه رياح الحرب يمنة ويسرى بمليشيات مجهولة لا يعرف من الذي يقودها وضد من تحارب بالتحديد؟
أين الجيش الذي يسعى للتفويض لحكم البلاد من أمن (البلاد) الآن؟ أليس هذه هي مهمته الأساسية : حماية الوطن والنفس والعرض؟ حدودنا مفتوحة ومشرعة أمام دول جوار لا تراعي حقوق (الجيرة) وحراس الحدود يحشدون العاصمة بالعربات المحملة بالأسلحة الثقيلة يقيمون في ساحات الحدائق العامة وقادتهم يغضون في سبات عميق في فنادق (دولارية) تدفع لهم من جهات أغراضها مكشوفة للكل عبر صفقات مشبوهة ملوثة بدماء الأبرياء في دارفورنا الجريح.
فهل يستطيعون الآن النكران بأنهم طلاب سلطة وجاه وثروة فقط بعد ما حدث في تلك المجازر في المناطق التي يدعون زوراً وبهتاناً بأنهم يحمون حقوقها؟ هل تظنون اننا غافلون عن حقوق أهلنا في دارفور ؟ لا ولن نسكت أبداً وسوف نحاسبكم بدمائهم الطاهرة لأنكم اتخذتموهم تجارة سهلة مربحة تتواثقون مع من يدفع لكم الثمن الأعلى دون وازع او ضمير لكي تنعموا بالرفاهية والنعيم أنتم ومن كان في معيتكم فانتم تجار الأمس مع المخلوع وتجار اليوم مع لجنته الأمنية وفلول أصحاب الهبوط الناعم.
ما هي حجتكم اليوم أمام هذا القتل المتجدد الذي لم يتوقف بعد سلامكم الذي بشرتم به والذي انفقتم في مفاوضاته أموالاً طائلة لو خصصت لأهل الوجعة لشيدت لهم مدن ومزارع ومراع وحققت لهم استقراراً وأمنا.
ما هو المغزى من وجود جيوشكم بأسلحتها الثقيلة التي تجوب شوارع العاصمة الخرطوم وتحتل الميادين والحدائق العامة فيها؟ هل الخرطوم هي ساحة حربكم المزعومة؟، ام انها ساحة (اللغف) واقتسام (الكيك) والتحلية ؟.
أي سلام تبحثون عنه في الخرطوم وتتركون أهلنا في دارفور يواجهون مصيرهم المحتوم من القتل الممنهج؟
فاذا كانت قضيتكم هي سلام أهلها وأراضيهم كما تزعمون لما لا تحتشدون فيها وتحمونها؟
لماذا تفروا منهم الآن وتتسابقوا نحو العاصمة مكان السلطة وحراسها ومكان إقتسام ثروات البلاد .
ما أشبه مقاصدكم بمقاصد اللجنة الأمنية حيث لا مراعاة لأبسط حقوق (الوطن) فانتم قد تركتم أهل دارفور لنيران القتل المجهولة واللجنة الأمنية في الخرطوم تركت الثوار والشعب الذي أجلسهم على كراسي السلطة لنيران الضياع والجوع والقهر والمرض وانعدام الأمن.
أين سلامكم يا سادة؟ اعطونا دلالة واحدة تأكده لنا على واقع الأرض!.
اننا نخاطب (جيشنا الهمام) والذي مهمته هي حراسة الحدود وأمنها فهي مهمته الأولى لا الشركات ولا الاستثمارات .
ختاماً يا من تدعون رفع رايات النضال من أجل ازالة التهميش من أهلنا في دارفور نحن لا نسألكم عن اسهامكم في ثورة ديسمبر المجيدة التي ازالت النظام الذي لو كان بامكانه الاستعانة بالشيطان عليكم لفعل ولكن نسألكم عن دماء أهلنا في دارفور التي لا زالت تسيل وأرواحهم التي لا زالت تزهق رغماً عن سلام (الغنائم) الذي باركته وعملت لأجله اللجنة الامنية للمخلوع.
الآن حصص الحق وظهر باطل ما كنتم تكتمون من وراء ذلك الاتفاق الاستسلامي المذل اتفاق جوبا المشؤوم الذي مكنكم جميعاً من انتهاك حقوق الابرياء والذي دفع بهم في أتون الجحيم يواجهون مصيرهم المحتوم من القتل والحرق والنهب اتفاق وأبسط ما يقال عنه أنه مؤامرة رخيصة وبيع
بخس لوطن عملاق بدراهم معدودة وهم فيها ليسو من الزاهدين.
سوف يحاسبون يوماً ما على تلك الارواح البريئة التي زهقت والتي سوف يظل حقها معلق في الرقاب إلى يوم يبعثون فالقتل ليس بالدوشكات وحدها فبالاهمال المتعمد و(الطناش) لمن عليهم حمايتهم يكون قتلا يا أيها السادة …
كسرة :
الى أين يسير الوطن؟
كسرات ثابتة :
• السيدة رئيس القضاء : حصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
أعمدة الرأي
يحتوي على كل كتاب الاعمدة