لن نسمح بسرقة ثورة شعبنا ،والمرأة السودانية فاعلة في صناعتها والدفاع عنها..

الدكتورة/دلال عبدالعال عمر،تعمل أستاذا مساعدا بتخصص الاقتصاد، بكلية الإمارات للعلوم والتكنولوجيا،تخرجت في جامعة الخرطوم وتحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه منها،ناشطة في العمل العام،من رحيق ثورة ديسمبر الظافرة خرجت من رحم برى المحس،حاورناها لنقرأ الإتجاهات كلها،أين ثورتنا وأين نحن..

حوار / هيثم الطيب

_ والآن نجحت الثورة لحد ما كيف نكمل أحلامنا فيها..؟

فلنقل أننا بدأنا مشوار نجاح ثورتنا، فشعارنا كان (حرية ..سلام وعدالة )،حققنا الحرية بل فلنقل بعض من الحرية ونحتاج أن نقنن مفهوم الحرية لنطبقها ونتمتع بها كاملة،فالحرية دون نظام مجتمعي وقوانين وتشريعات تقيها تبقى ناقصة، يتبقى لنا إستكمال السلام،ونثق ونؤمن بأخوتنا في الحركات المسلحة ونقول لهم (أرضا سلاح)،هيا الى البناء” من اجل سودان يسع الجميع، أما العدالة فلن تكون إلا عندما ينعم بها حتى أطفال الشوارع،والمتسولين فهذه الأرض لنا جميعا كسودانيون ،اما العدالة فلن تتحقق ان لم نمنحهم كرامة إنسانية،عيش بأمان فسنظل في خطوتنا الأولى.

_ الربيع العربي من 2011 وحتى الآن ،الثورات المسروقة في رأيك من هي الأيادي التي يمكن أن تحاول سرقة ثورتنا هنا..؟

يجب ألا نحاول مقارنة ثورتنا بثورات الربيع العربي،حتى في نهاياتها،هي ثورات كانت مدفوعة دفعا من أماكن كثيرة في الخارج،ومقصود بها صناعة أوضاع معينة،ثورتنا جمعت كل الشعب السوداني،والأيادي التي تحاول سرقتها غير وطنية،وليس لها قلب على البلد والشعب،وأي شخص يبحث عن مصالح شخصية سيحاول سرقتها، فالنظام البائد عدو لثورتنا وفي صفه كل من له مصالح فردية ولن نسمح بسرقتها لأنها من رحيق شهداء ونضال..

_كيف نصنع قناعة كاملة بأن الديمقراطية راجحة وقائدة بعد الفترة الإنتقالية وكيف يمكن أن تكون في كمال العافية..؟

نصنع القناعة الكاملة لها كأساس لمابعد فترتنا الإنتقالية،ومفترض كل أحزابنا تستغل هذا الزمن لترتيب نفسها بشكل حقيقي وكامل،فالنظام السابق بقمعه لها وتكسيره لبعضها وتقسيمه للبعض الآخر أضعفها ولابد من العمل لتقويتها ثانية،لابد من وجود أحزاب وطنية حقيقية،تعمل للوطن والمستقبل ببرنامج حقيقي لنقم بتقييمه،وبلا أحزاب لن تكون هنالك ديمقراطية،وعلى كل حزب وضع السودان أولا قبل الحزب،ترسيخ الوطنية،وضع برامج للشباب لتقوية مساراتها،وضخ دماء جديدة،ومطلوب إرجاع الأحزاب لقوتها وليس تكسيرها لضمان ديمقراطية صحيحة.

_ الأصوات التي تمارس الإقصاء الآن،هل يمكن أن نحاصرها وكيف ذلك..؟

أولا،الأحزاب التي شاركت النظام وساهمت في تدمير الوطن تستحق الإقصاء في هذه المرحلة،وفعلها يستحق ذلك،أما إقصاء قوى الثورة لبعضها فهذا غير صحيح ويضعف الثورة نفسها،لأنها ثورة شعبية شارك بها كل السودان ،ونجاحها كان بسبب ذلك،حاليا أي ممارسة للإقصاء غير مطلوبة،ولابد من مواصلة مشاركة كل القوى التي ساهمت في إنجاح الثورة،وبكل أجسامها،وأيام الثورة تحققت وحدة الشعب وهي الضامنة لقوتها ومستقبلها..

_ المرأة السودانية الإضافة الواثقة في ثورتنا هذه .. كيف نوثق لخطواتها وأصواتها..؟

الكنداكة،الميارم، المرأة السودانية على مدى عهودها كانت مشاركة بفعالية في كل عمل وطني،صوتها ثورة،لابد من سماعه،انتزعت حقوقها بصلابة وقوة أياديها من خلال مسيرتها..

_ في مسيرتك كعين على الثورة هل هي بين جدارين من خوف عليها،وعزيمة لها أفصحي لنا عنهما..؟

فعلا هي كذلك،خوف عليها من الضياع،ومن أشياء كثيرة،وللأسف حدثت أشياء كثيرة حولها وفيها، جاء الخوف من أن تأكل هي بنيها، الآن،التخوين والتشكيك بين المشاركين فيها،التجاذبات،والثورة مازالت طفلا ينمو لابد من حمايتها لأنها مستقبلنا بلادنا وخلمنا كلنا،لا أخاف عليها من أعدائها،خوفي الحقيقي من تشتت أبنائها،كياناتها التي شاركت فيها،لكن العزيمة بينهم على نجاحها ستكون هي العاصم من كل الإنشقاقات،الإحساس بالخطر حولها سيرجعهم لمربع الوحدة الكاملة بعزيمة لإكمال المشوار الوطني..

_ كيف نعمل على ثلاثية (سلام،تنمية،بناء) في مناطق الحرب في بلادنا..؟

مناطق الحرب في غرب السودان متأثرة كلها،نصنع السلام بوجودنا في معسكرات النازحين هناك،لنعيش حياتهم وقسوتها،لنعرف قيمة السلام ونعمل عليه،وننتقل بضحايا الحرب من مرحلة حرب لمرحلة السلام،تعميرنا. لمناطقهم،ضمان حياة كريمة،ظني أن ذلك أولويات حكومة الثورة هذي،لابد من بناء الإنسان بشكل حقيقي وجدانيا ومعرفيا وبوضع أساسيات حياة يستحقها،ففي المعسكرات نرى أبعادا لا نريدها لهم كسودانيين،التنمية المحلية هي الحل لنصنع السلام..

التعليقات