الطفل الإرتري تأثر كثيراً بحياة اللجوء والتشرد والحروب
لذلك (…..) تفوقت أدال على عطر البارود
تلقيبي بـ(كاتب وطن) هذا شيء يشرفني
بسلاسة أدبية ممتعة قدم الروائي هاشم محمود، العديد من كتابته التي سرد فيها تاريخ وطن وشعب بخط وطني داعم للوحدة الوطنية في إرتريا، دون فيها مراحل الكفاح المسلح، وحتى الحروبات الإرترية الإثيوبية المتكررة، وحصد بموجب حبه المتزايد لوطنه كثيراً من الجوائز، ويقول هاشم محمود في برنامج: (بكرة أحلى) مع رشا حافظ على راديو “أور”: بالرغم من روايته (الطريق إلى أدال) التي لم تكن بادرة أعماله والتى سبقتها (عطر البارود) إلا أن رمزية أدال باعتبارها المعركة الأولى في طريق النضال التحرري الإرتري جعلته يختارها لتكون أول أعماله .
ـ حدثنا عن عشقك للأدب ومتى اكتشفت في نفسك هذه الموهبة ومتى كانت بدايتك الفعلية في الكتابة ؟
- بدأت الأدب أو كانت علاقتي به منذ فترة طويلة، وكنت أعشق الأدب كأدب، وكنت أقرأ للعديد من الكتاب سواء أكانت رواياتهم كتب فكرية أو أدبية، إلا أنني بدأت الكتابة منذ العام 2012م ـ 2013م في شكل مخطوطات ومسودات، ولكني تأخرت كثيراً في النشر بسبب وصايا بعض الأصدقاء لي بالتريث، وثانياً بسبب التخوف من دخول هذا المجال، وحينما نشرت كان أول عمل في العام 2017م يناير وهو (الطريق إلى أدال) وبدأت عملية النشر بقوة بدليل طباعتي كل عام كتاب، وربما سيتم تغيير الخطة بنشر كتابين في كل عام لما أملكه من مخطوطات جاهزة ما عليها إلا الترتيب.
- هاشم معروف عنك بأنك “كاتب وطن” لهذا اللقب معاني كبيرة لماذا لقبت بهذا اللقب؟
- (كاتب وطن) شيء جميل، وكون أن يطلق الناس عليَّ لقب كاتب وطن هذا شئ مشرِّف جداً بالنسبة لي، ولقبت بهذا اللقب من خلال أعمالي الأدبية، حينما كتبت حول أهم المعارك في تاريخ الثورة الإرترية ابتداءً من عملي الأول (الطريق إلى أدال) وهي المعركة الأولى في طريق النضال التحرري الإرتري، ثم عملي الثاني الذي كان في (تقوربا) وهي معركة تاريخية فاصلة في الثورة الإرترية بتاريخ 15مارس 1964م بقيادة البطل القائد “أبو رجيلة” وكان عملي الثالث في أسمرا نوعياً أيضاً، ولم يخلُ من الجوانب الوطنية، ومن خلال هذه الأعمال وتعريف القاريء بالقضايا الإرترية أطلق علي لقب (كاتب وطن)، وأنا فخور بهذا اللقب واعتز به كثيراً .
- أغلب أعمالك تحدثت فيها عن الوطن والمرأة، ولكن عملك الأخير تحدثت فيه عن اللاعب محمد صلاح، ماهي وجهة نظرك في تجسي د حياة محمد صلاح؟
- نعم كتاب (مسافر زاده الكرة) يتناول فلفسة صعود للاعب العربي محمد صلاح، وطبعاً حتى لا أكشف العمل كثيراً أقول إن العمل هو عبارة عن فلفسة الصعود، ولا يتناول السيرة الذاتية للاعب إلا في جزء يسير، محمد صلاح لاعب التقت حوله العديد من المواهب، ورجل يمثل وحدة عربية متكاملة، حيث نختلف فيها في كثير من الأشياء، ولكننا نتفق على الرموز، محمد صلاح كتاب أتمنى أن يقرأه الجميع ويبدون فيه رأيهم، لأنه إنسان يستحق قمة الاحترام، فهو ممثل حقيقي للشخصية العربية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة .
- نحن كدول عربية بيننا مشتركات كثيرة وبعض الاختلاف، حدثنا عن الطفل الإرتري وأوجه الشبه والاختلاف بينه والطفل المصري؟
أولاً: بخصوص المقارنة هناك أوجه تشابه واختلاف، كل حسب بيئته إلا أنني أقول إن الطفل الإرتري تأثر كثيراً بحياة اللجوء والتشرد والحروب التي عانت منها إرتريا، سواء أكانت في عهد الثورة أو الدولة، أما الطفل المصري فهو مستقر كثيراً، عكس الطفل الإرتري، ولكن البيئة متقاربة جداً من حيث الهوايات والألعاب ومراحل الدراسة تقريباً، يبدأ الطفل من دراسة القرآن ويليها رياض الأطفال، ومن ثم السلم التعليمي، وهذه موجودة في جمهورية مصر، والهوايات متقاربة جداً رغم اختلاف البيئة، ونحن شعب يتكون من تسعة قوميات كل قومية متأثرة بالطبيعة التى تعيش فيها، وتعتبر القومية العربية مهمة جداً، ومتشابهة مع بقية القوميات، قومية الرشايدة مثلاً الناطقين باللغة العربية التى توجد في معظم القوميات، وهنالك أوجه تشابه واختلاف كلاً على حسب البيئة التى يعيش فيها .
ـ أي كاتب أو روائي يحس دائماً أن هناك عمل مقرب جداً لنفسه، ماهو أكثر الأعمال قرباً لنفسك ولماذا؟
أقرب الأعمال إلى نفسي وأكثرها حباً هو الابن البكر (الطريق إلى أدال) لما تمثله أدال في حد ذاتها من رمزية لدى الإنسان الإرتري، وهذا العمل يعتبر الابن البكر، وهناك شئ يجب أن أوضحه للقاريء: كان يجب أن أبدأ ( بعطر البارود) ولكن تأخر كثيراً لأني كتبته في العام 2013م وتوقفت فيه كثيراً، وأثناء كتابتي لعطر البارود كانت هنالك رمزية أدال فاخترتها لتكون العمل الأول والمحبب لنفسي .- بما أنك داعم للمرأة ماهي النصيحة التي تقدمها لاي أم يمتلك ابنها موهبة الكتابة وكيفية اكتشافها وتنميتها؟
ـ نصيحتي للأمهات والآباء الاهتمام بالأبناء وتحديداً في المراحل الأولى، هنا تبرز مهارات الكتابة والرسم وكرة القدم ومواهب أخرى، وأن يعملوا على تشجيعهم وتطوير موهبتهم، وإلا فإن القسوة ستجعل الطفل يبتعد عن هذه المهارات، وعلى كل أم وأب عند مراجعة أعمال أبناءهم المدرسية ملاحظة الخط وتشجيعهم على الكتابة والحديث عن أنفسهم وزملاء الدراسة، ومتابعة الأعمال الإنشائية من مخطوطات وخواطر حرة، فهذه تنمي روح الإقدام والمبادرة لدى الطفل وتجعله أكثر ثقة في نفسه، فالمنزل هو الوعاء الذي يحمي الطفل والحاضنة التى يتحرك منها ويبني شخصيته في المستقبل .- ماهي الرسالة التى توجهها لكل طفل عربي؟
ـ أقول لكل طفل عربي وناشئ عليك بالمثابرة والاجتهاد، وبما أنك من مدرسة البراءة يجب أن نسمع منك و(ياريت) تكون مبادر وتعمل على تصحيح مايمكن تصحيحه، فأنت اليوم طفل وغداً أنت القائد والطبيب والمعلم والملهم، فلا تتردد وكن مبادراً واتسم بالشجاعة والجرأة وحتما ستنتصر على كل ماتراه من معوقات.
التعليقات