لدينا اكثر من (300) مستثمر بالسودان براس مال تجاوز مليارات الدولارات
اتمنى توظيف مقدرات السودان لخدمة ورفاه شعبه الذي يستحق كل خير

قامت المملكة الاردنية الهاشمية باستيراد اكثر من (٢٦) طن من اللحوم السودانية بداية شهر مارس الحالي بعد إنقطاع دام لاكثر من (١٠ ) اعوام ، وصف بعض المحللين بأن هذه الخطوة تسهم بصورة كبيرة جدا في رفع اقتصاد البلدين وامتداد لعلاقة الشعبين القديمة المتجددة ، لمعرفة المزيد عن هذه الصفقة وامكانية زيادة حجم الإستثمارات الاردنية بالسودان تواصلنا مع وزير الزراعة الاردني خالد موسى شحادة الحنفيات الذي رحب دون تردد بإجراء الحوار ووجه الشكر للشعب السوداني وناقشنا بعض الجوانب واطلعنا على كثير من التفاصيل عبر المساحة التالية.

حوار : عمر الشيخ(الكباشي)

* في البداية معالي الوزير حدثنا عن تطور العلاقات السودانية الاردنية؟
العلاقات الأردنية السودانية ممتدة على الدوام ومتينة وذلك للارتباط الوثيق بين الشعبين الشقيقين ونتمنى للامة العربية والإسلامية التقدم والنماء .

* قبل ايام تم استئناف استيراد اللحوم السودانية حدثنا عن هذه الخطوة ؟
منذ عدة سنوات واللقاءات بين المسؤولين في كافة المستويات تهدف لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين إلا أن ذلك اصطدم احيانا بالابعاد اللوجستية واحيانا لأبعاد فنية مرتبطة بمنظمات دولية كما هو الحال في جزئية إستيراد اللحوم من السودان الشقيق حيث نحن دولة تلتزم بمنشورات منظمة صحة الحيوان في هذا الصدد واللحوم المسموح بها حاليا هي اللحوم منزوعة الغدد والعظام وقد حضرت شخصيا للخرطوم عدة مرات لدراسة إمكانية المساعدة من طرفنا لحل الإشكالية مع منظمة صحة الحيوان العالمية ولكن للأسف لم تلقى دعواتي لذلك اية استجابة سابقا لذا نتأمل من القيادة الجديدة التعاون كي نستطيع منح رخص استيراد من السودان الشقيق وهو الاولى بالدعم والمؤازره وقد تشكل مزارع البشائر وهي استثمار اردني على اراضي سودانية نموذج يمكن تطويره بالتعاون مع القطاع الخاص الاردني الاستفادة من المحجر الحيواني الصحي المتوفر في إطار المشروع.

* ينظر البعض الى أن قراركم باستيراد اللحوم السودانية جاء لايقاف جشع التجار ومحاربة غلاء الأسعار بالمملكة؟
بلا ادنى شك ان الحكومة تعتمد في قراراتها على معادلة توازن بين متطلبات الاستهلاك ومصلحة المنتج والمستثمر علاوة على ان قضية الامن الغذائي تولى اهتمام كبير على مستوى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وهو يوجهنا على مدار الساعة لتوفير المواد الغذائية وبأسعار مناسبة للمواطنين ومن كافة المصادر في العالم علما بأننا ولله الحمد قد وصلنا للاكتفاء الذاتي في معظم أصناف الخضار وبعض أصناف الفاكهة ونصدر سنويا حوالي (500) الف خروف محلي الى دول الخليج العربي.

* هل سيشمل الاستيراد منتجات زراعية وحيوانية اخرى ؟
نحن ايدينا وقلوبنا مفتوحة تجاه اخوتنا في السودان الشقيق وعلى استعداد تام للتعاون لرفع حجم التبادل التجاري في المجال الزراعي وغيره من اامجالات.

* هل تم تحديد نسبة معينة للاستثمار في المجال الزراعي والحيواني للملكة بالسودان ؟
بداية أود ان اوضح بأن الاردن من اول الدول التي استثمرت في السودان الشقيق عبر مشروع البشائر في الشمال السوداني ونحن وعبر لجان على مستوى حكومي رفيع المستوى نشرك القطاع في جميع الاجتماعات واللقاءات لخلق علاقة إيجابية وحوارات ونقاشات تسلط الضوء على الفرص المتاحة والقوانين والأنظمة والتسهيلات التي تستقطب المستثمر الاردني وهنا اسمح لي ان اوجه التحية لاخوتنا المستثمرين الاردنيين في السودان الشقيق والذين يتجاوز عددهم(300) مستثمر في كافة المجالات وبرأسمال يتجاوز مليارات الدولارات وقد وجدوا المحبة والرعاية من الشعب السوداني

* كان لكم دور كبير في تطوير الانتاج الزراعي والمحافظة على الثروة الحيوانية كيف نجحتم في ذلك ؟
الاردن من البلدان الفقيرة مائيا وقد تكون من أفقرها عالميا ولكن العمل على توظيف التكنولوجيا مكننا من الوصول لافضل عائد للمتر المكعب والمزارع الاردني مكافح وعصامي ويتابع كل ما توصلت اليه التطورات العلمية من حيث المنتج او مدخلات الانتاج بما يتواءم مع متطلبات السوق المحلي والخارج.

* الرقابة امر ضروري في عملكم لكن البعض يعتبرها تشدد في الإجراءات وتصبح سبب في إعاقة العمل؟
الرقابة المرتبطة بصحة الانسان امر لا يمكن التهاون به وصحة الحيوان هي الاقوى اثرا على صحة الانسان علاوة على اننا نلتزم بكافة المتطلبات الفنية الدولية وفي كافة المجالات .
بل ونصدر مواشي اردنية ولحوم وفي حال اي تهاون في التطبيق سيتم حرمان منتجنا من التصدير وهذا له اثر سلبي على الاقتصاد ككل .

* تاثير جائحة كورونا على الاردن من النواحي الاقتصادية وخاصة فيما يتعلق بالانتاج الزراعي والحيواني ؟
الاردن كغيره من الدول تأثر بشكل كبير من هذا الوباء ولكن القطاع الزراعي استطاع التغلب على كل المعيقات واستمر بتوفير المتطلبات اليومية للمواطن من الخضار والفواكه واللحوم وفي حالة اي نقص يتم التعويض عنه بالاستيراد من الخارج.

* ماهي خطتكم القادمة لتخطي الصعاب والتحديات التي تواجههكم مستقبلا ؟
الخطة المستقبلية تتمثل في رفع تنافسية القطاع عبر العمل على مدخلات الانتاج وتوجيه القطاع لمحاصيل النقص عبر إقراض مدعوم ومقنن والعمل على خلق آلية تسويق لا تتأثر بالتقلبات التي نعاني منها في الاقليم.

* كلمة اخيرة للمتابعين ؟
كل التحايا للشعب السوداني الشقيق وقيادته الجديدة واتمنى توظيف هذه المقدرات العظيمة للسودان لخدمة ورفاه شعبه الذي يستحق كل الخير

التعليقات