أربعون ليلة من الغياب الظالم، تألمنا منه وتعلمنا فيه، عدنا فوجدنا الحيرة قد تناصفت ما بين الحكومة “الكمونية” والمعارضة “لحم الراس”.
عدنا فوجدنا الجريمة أكثر شراسة والجوع أكثر ضراوة والمرض أشد فتكاً والأمل رماد تذروه رياح الخماسين، والطريق رمضاء تلفح الوجوه وتحرق الأقدام، والظلام يسد الأفق بلا وقود ولا شموع.
بصيص الأمل الوحيد في هذا الراهن المعتم أن الأزمة قد نضجت تماما، وصار الشارع أكثر وعيا، وسد المبدئيون سبل الهروب أمام الأدعياء والعملاء وأصحاب العدمية والصفر الكبير. وهذا الراهن بكل قسوته يفتح الطريق امام كل الشعب لاعلان جبهة وطنية لاستعادة الديمقراطية والحريات.

ولعمري فإن هذا هو السبيل الوحيد لسد المعابر أمام دعوات الاستبداد وتمديد فترة الانتقال البائسة إلى ما لا نهاية، وهي فترة عقيم لن يستفيد منها أحد غير لصوص الثورات الذين ركبوا الموجة والقيادة في لحظة من لحظات غفوة التاريخ وغياب أصحاب الحق في صحراء التيه والشتات.

التعليقات