نبوكين: صهيب كرمة

ماحدث اثناء الافطار الذي دعي اليها المؤتمر الوطني والتيارات الاسلامية التي احتشدت شرق مطار الخرطوم والساحة الخضراء ضروري أن يكون هناك تقييماً موضوعياً لما حدث،علي الصعيد الشخصي أرفض وادين تصرف الاجهزة الامنية والشرطية جراء ماقاموا به لاسيماً فهو سلوك عنجهي مرفوض، لايقل عن مافعلوه علي معتصمي القيادة العامة يوم العاشر من رمضان،في الوقت الذي كان يحمل فيه الثوار تمرة علي مائدة الافطار امطروهم بوابل من الرصاص وسقط علي إثرها عدد من الجرحي واستشهد عدد من خيرة شباب البلد.

ما حدث اليوم في تقديري لايقل عن ذلك من حيث المبدأ فقط مع اختلاف المكان والزمان، فإذ نظرنا للأمر من زاوية إن الجهات التي قامت بالتنظيم والدعوة علي الملأ لن يضع لها اي اعتبار، كان من الاحري ان تقوم السلطات بدورها علي اقل تقدير الجهة السياسية مكتب والي الخرطوم ايمن النمر بإصدار بياناً ثورياً شديد اللهجة واضحاً للجميع يحظر ويحذر فيه من التجمعات وخاصة التي تنظمها الحركة الاسلامية المحلولة وجماعاته وفقاً للقانون، وأن تقوم الشرطة بدورها بتطويق المكان تحسباً لأي طارئ وتفتح باب تحقيق واسع تطال كل من خالف القانون خطط ونظم ودعي للافطار باسم المؤتمر الوطني الذي يحظر نشاطهم الوثيقة الدستورية وهذا مالم يحدث، بل صمتت واطلقت الغاز المسيل للدموع بعد حضورهم وقت الصلاة فهذه تواطؤ تحمل رساله أخري مبطنة يدعو لفتنة ومصادمة لاحداث شرخ في هذا الشهر الفضيل في الوقت الذي يعاني فيه الناس من ابسط مقومات الحياة وهي المياه داخل ولاية تجري فيها نيلين .

ماذا لو سالت الدماء اليوم من المسؤل؟ وهل وضع البلد من كل النواحي يتحمل اي اشتباك أو خلافه كان من باب اولي حسمها بجرة قلم!، ان تشوية الواقع بتفاصيل واقعنا في غني عنها هل كان ضروري ان تمطر افطار وصلاة بعبوات البمبان والغاز المسيل للدموع ؟ علي اي حال لست متعاطفاً مع الكيزان ولن يأتي يوماً ان اتعاطف فيه مع هاؤلاء، ولكن اين كانت الشرطة الي ان حضر الناس من كل فج لتغفوا من ثباته مع اذان المغرب؟ علي يقيني ان هذه الاجهزة التي اطلقت الغاز ليس حباً في الثورة ولا منعاً للاسلامين ولكن أمر مخطط لتشويه الواقع وعكس صورة غير الذي يتطلع اليه الشعب الفضل .

وكانت نفس هذه الاحداث في مدينة دنقلا حيث اصدرت والي الولاية الشمالية بروف امال عزالدين قرارا يمنع فيه التجمعات بدواعي الكورونا لماذا لم يكن الخطاب موجه لتجمع الاسلاميين مباشر؟ لماذا يراوغ السياسيون في ما يلي الكيزان، ومن الذي يقف خلفهم حتي يتحلو بهذه الجرءة؟ لسنا سُذّج لنفرح ونعتبر ردمهم إنتصار للثورة إن الانتصار الحقيقي هو عندما تصدر قرارا ثورياً وتنفذها علي ارض الواقع خلافا عن ذلك تعتبر تواطؤ وفتح جبهات جديدة مُكلفة .

التعليقات