عنوانٌ مركب..
أما مازن فهو مازن صلاح أمين ؛ المذيع المتألق بإذاعة إف إم 104 الرياضية..
فهي إذاعة حبيبة إلى نفسي جداً..
ففضلاً عن تغطيتها الدسمة لمناشط الرياضة – سيما كرة القدم – فهي تتناول السياسة أيضاً..
وليس أي تناول ؛ وإنما بوعيٍ عميق…ومسؤولية أعمق..
كما أن من ضمن طاقمها المبدع معلقٌ رياضي سبق أن وصفته بأنه الأول في السودان..
الأول في مجاله…وهو النذير بابكر البشير..
أما المفردة التي تتكون من حرفي اللام والواو فتجدونها في سياق هتاف ظريف مدني..
وأسميه ظريفاً تحاشياً لصفة يطلقها عليه الناس هذه الأيام..
ويكفي أنه ظرفٌ جعل منه شخصيةً أكثر شهرةً من حمدوك…وحميدتي…وعائشة الجبل..
والهتاف معروف…ومشهور…كشهرة صاحبه الفجائية..
وهو كلك وارن لو ؛ ومعناها في جوف قائلها…أو تجاويف فمه…أو تجويف اللا معنى..
طيب ؛ ما علاقة مازن بظريف مدني هذا؟..
علاقته به أنه تبنى مشروع علاجه من ظرفه هذا عبر مسارين : منطقي…ولا منطقي..
فقد أحضره من مدني لعرضه على أطباء نفسانيين..
وهذا هو الجانب المنطقي ؛ أما اللا منطقي فهو أخذه – من بعد ذلك – إلى شيوخ الخرافة..
شيوخ الدجل…والشعوذة…وجن الريح الأحمر..
مثل بعض الذين يستضيفهم من خلال برنامجه المسمى – على ما أظن – القوى الخفية..
ثم كل مرض ينسبونه إلى السيد الشيطان..
سواء ألم ظهر…أو ألم رأس…أو ألم معدة…أو حتى ألم فقع مرارة جراء الوضع الراهن..
ولو – وليست التي بعد واري – كان المجال يسمح لقلنا الكثير..
والذي خلاصته أنه ما من قوى خفية – عدا قوة الله – تُؤثر على الإنسان ؛ أصلاً..
لا السحر…ولا العين…ولا العمل…ولا تعاويذ الأناطين..
ولو كان الأنطون يضر وينفع لما كان حالنا في كرة القدم ينافس حالنا الآن ؛ سياسياً ومعيشياً..
وبسبب الحالين هذين – السياسي والمعيشي – نشفق على ظريف مدني..
نشفق عليه من مازن ؛ والذين من ورائه من شيوخ الجان الأحمر…والجنية القرمزية..
فربما زيادة ضغط الظرف على الظريف هذا ستجعله واعياً..
أو هو شيءٌ مثل الضجيج الذي يدفع صاحب نومة عميقة – ذات أحلام وردية – إلى اليقظة..
فيلعن – من ثم – كل الذين تسببوا في يقظته هذه..
سيما إن كان نوماً بعد معاناة طويلة مع الصفوف…والأسعار…والمياه…والكهرباء..
فيجد نفسه – مرة أخرى – في دنيا الواقع..
دنيا حمدوك ثلاجة…وقحت بلادة…وتعايشي فياقة…وهبة هيافة…ومريم طيارة..
وبالمناسبة : هل مريم هذه رجعت إلى بلدها؟..
أو – تماشياً مع أحدث طرفة ساخرة عنها – هل في نيتها زيارة الخرطوم قريباً؟..
فهي في حالة طيران دائم..
أو – بلغة تقنية الجوال – في وضع طيران ؛ لا تنزل من طائرة إلا لتركب أخرى..
والآن بعد طيران – أفريقي – طويل بشرتنا المنصورة..
وخلاصة البشرى : الحمد لله ؛ لقد تفهمت أفريقيا وجهة نظرنا إزاء سد النهضة..
طيب أها ؛ وبعدين؟..
المهم ؛ نخشى أن يخرج ظريف مدني من حالة الإنتشاء….إلى حالة الشواء..
شواء الأسعار…والدولار…والأجواء..
فيسخط على كل الذين تسببوا في سحبه من دنيا النشوة…والبهجة…والشهرة..
وأولهم مازن صلاح أمين..
ولكنه – حتماً – لن يقوى على الصمود طويلاً تحت شمس دنيانا هذه ؛ المجازية والحقيقية..
وسوف تسيح أسلاك عقله – المُلتقة – مرة أخرى..
وتحتضنه شوارع مدني – بكثير شوق – ليواصل هتافه المحبب إلى نفسه…وإلى الناس..
ولكنه لن يكون – كما في السابق – كلك وارن لو..
بل مازن لو !!.