لم يكن متوقعاً من السلطة الإنقلابية أن تواجه الحراك الجماهيري الثوري الذي بدأ ينفجر في وجهها، منذ فجر يوم الإنقلاب، بغير أساليب القمع الدموي التي تجّلت في أبشع صورها في مواجهة ملحمة اليوم السلمية .. و في المقابل، لم يكن القمع ليحول يوماً دون إصرار الإرادة الشعبية على هزيمة الرُّصَاص، و كلِّ أدوات القمع، بهتاف حناجرها المشحون بالغضب النبيل.
لا بديل للإنقلابيين غير الإنصياع لإرادة الشعب و تنفيذ مطالبه، و لن ينفعهم أن يحبسوا أنفسهم في دائرة الإنكار و الزّيف و الأوهام، لأنّ المارد لا يعود للقمقم بعد الخروج منه.
الأحاديث التي أرسلها قائد الإنقلاب و رئيس وزرائه – مساء أمس – تحاول شراء الوقت بتقديم اشباعٍ وهمي للشعب، مثل ذلك الذي يُسْتَنام به أطفالٌ جوعى و ليس في القِدْر غير ماءٍ يغلي حول الحصى، و لكن هيهات .. يظلُّ الشعب أوعى و أقوى، و قادرٌ على إستدعاء شمس الحقيقة التي تُبَدِّد سُحُب الزّيف و الأوهام، و تُحيل جثة الإنقلاب إلى رمادٍ تَذْروهُ الرياح إلى مزبلة التاريخ.
الرحمة للشهداء و الشفاء للجرحى، و النصر لشعبنا العظيم.
التعليقات