عوامل وحدة قوى الثورة في جبهة عريضة لا تحتاج إلى تذكيرٍ بها أو إلى تغذية عاطفية أو إعلامية، وما قد يكون جديراً بالتذكير هو مغزى الحكاية التاريخية التي تفيد بأن المرأة التي ترضى بتقسيم الطفل بالسكين تثبت أنها ليست أمه ولا علاقة لها به .. الانقسام وسط قوى الثورة لا يمكن أن يُرضي أي ثائر، لأنه هدية – على طبقٍ مُبَقّعٍ بدماء الشهداء – للانقلاب الذي يتغذى من هذا الانقسام الذي يوفر له الوقت لتكريس سلطته غير الشرعية كأمرٍ واقع.
إن أبسط بديهيات الصراع الحالي هي أن قوى الثورة لا تملك رفاهية الانقسام في وقتٍ يَنْسِلُ فيه داعمو الانقلاب من كل حَدَبٍ – باختلاف أجندتهم ومصالحهم – ويتوحدون معه في حِلْفٍ يسعى للرِّدة عن ثورة ديسمبر المجيدة.
نداء وحدة قوى الثورة الذي أطلقته لجان المقاومة بالخرطوم بحري صادر عن وعي متقدم جديرٌ بالإشادة والحفاوة وواجب الاستجابة، ويعضد نداءات مماثلة سابقة، وهو ليس مجرد نداء رجائي بل مطلب أخلاقي وضرورة وطنية قصوى .. وغنيٌّ عن القول أن من أهم شروط تحقيق وحدة قوى الثورة الترفع عن الحسابات الصغرى والتخفف من حمولة النرجسيات السياسية والتخلي عن مزاعم احتكار الحقيقة، وأما شروط فعاليتها فهي ألّا يبقى شيءٌ طي الكتمان والنوايا بين الأطراف، وأن توضع كل الأوراق على سطح الطاولة بما يمكن من الاعتبار من تجربة الفترة الماضية لتلافي الأخطاء والانطلاق بمصابيح تضيء الطريق لتحقيق الأهداف المشتركة.
هذا النداء البحراوي الواعي بمثابة برقية عاجلة لكل أطراف قوى الثورة بأن المعركة واحدة والحلم واحد، وأن الشجن الثوري واحد لا يقبل الانقسام في مواجهة الانقلاب وحِلْفِهِ الارتدادي المضاد لحركة التاريخ.
١٤ أبريل ٢٠٢٢
المقالات
عمر الدقير يكتب :نداء لجان مقاومة بحري

التعليقات