أنهت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدّم) أعمال اجتماعات الهيئة القيادية، التي انعقدت في كمبالا في الفترة من 3 إلى 6 ديسمبر 2024. من بين موضوعات أخرى، ناقشت الاجتماعات القضية الإنسانية والسياسية بتركيز شديد، باعتبارهما القضيتين الأهم للشعب السوداني. كما ناقشت قضية الشرعية، وأكدت وشدّدت مرة أخرى على عدم شرعية سلطة الأمر الواقع في بورتسودان. لذا، يجب نزع شرعيتها المزعومة والمدعاة بكافة الوسائل المتاحة، كما ورد في ورقة الرؤية السياسية.
نحن وآخرون كثر من القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح قلنا أن الوسيلة الناجعة والفعالة، بل الوحيدة التي ننزع بها شرعية مجموعة بورتسودان، ليحدث حالة التنازع من حيث القانون الدولي، هو تشكيل حكومة داخل السودان، وليس في المنفي، كما يحاول ان يشيعه البعض . إن استرداد حكومة الثورة، أي حكومة ثورة ديسمبر المجيدة، قد تأخر كثيراً، كان علي ثوار ثورة ديسمبر المجيدة أن يستردوا حكومة الشعب منذ أن اشتعلت الحرب ،ولكن لكل أجل كتاب .
لا شك عندنا ،أن مواجهة غطرسة نظام المؤتمر الوطني وواجهاته ، وكتائبة وميلشياته وكل المتحالفين معه الذين لا يفهمون إلا لغة المواجهة ، لا يتم ذلك إلا عبر ارادة سياسية شجاعة وقوية، لا تتسمم بالتردد والضعف والهوان، بل بالقرارات الشجاعة ،وتحمل مسئوليتها كاملة أمام الشعب و وأمام التاريخ.
الآن جاءت ساعة الحقيقة، وساعة المواجهة الشعبية، ومواجهة الجماهير لكي يصنعوا مستقبلهم بأيديهم، بل بأيدنا جميعاً ولا نترك الشرعية في يد المؤتمر الوطني وواجهاته القديمة والحديثة، لكي يقوا بها مركز الحرب، ليستمروا في الحرب وتدمير السودان وتقسيمة، ويستغلوا الشرعية في أبتزاز الشعب السوداني، وذلك بحرمانهم من حقوقهم الدستورية، وحرمانهم من حقوقهم المدنية والسياسية، وحقوقهم الطبيعية، وحرمانهم من حق الحياة . لقد دقت ساعة النصر، وساعة تغيير السودان، لكي يبني على أسس جديدة، على المواطنة المتساوية، وجيش مهني واحد. دقت ساعة تشكيل حكومة مدنية من أجل وقف الحرب، وتحقيق السلام، وحماية المدنيين ،ووقف كافة الانتهاكات ، أنه بحق من الواجبات الجوهرية ولا سيما العمل علي تخفيف و تحسين الحالة الانسانية الكارثية .
فلينهض دعاة الحق ،ودعاة الحرية والمساواة ،ودعاة الكرامة الانسانية ،ودعاة الوحدة الوطنية ،بهزيمة دعاة تقسيم السودان ،ليحافظوا علي وحدة السودان ارضاً وشعباً. فلننهض لهزيمة دعاة الدكتاتورية ودعاة حكم الفرد ، فلننهض لهزيمة دعاة الفتنة واستمرار القتل .فلتنهض القوى السياسية ، وحركات الكفاح المسلح ،وتنظيمات المجتمع المدني والشباب ، المؤمنة بالتحول المدني الديمقراطي ، وحكم الشعب والفدرالية الحقيقية ، وان السودان يسع الجميع ، سودان خالٍ من الكراهية والعنصرية، ليشكلوا حكومتهم، لفتح الطريق أمام عملية سياسية شاملة، ولفتح الطريق أمام التعامل مع المجتمع الدولي علي نحو يخدم مصالح الشعب العليا ، حتي لا ليصبح السودان مكاناً للاستقطاب الدولي، وساحة لصراع المحاور.
إن استعادة الشرعية من أجل وقف هذه الحرب الكارثية معركة وطنية ومصيرية من الدرجة الأولي، ندعو لها كل جماهير الشعب السوداني للوقوف معها، من أجل استرداد حكومة الثورة و من أجل فجر جديد وعهد جديد نودع فيه هذه المآسي التي يشيب لها الولدان .
التعليقات