نبض المجالس

حينما خرج رهط من (الزواحف) قبيل شهر رمضان الحالي يكذبون حقيقة ان السودان دخلته (الكرونا) ويستنكرون على الحكومة اهتمامها وتسخير كافة امكانياتها والياتها للتصدي لهذا الوباء , بل كانوا يتوهمون ان مسالة (كورونا) لا تعدو كونها هروب او ملهاة (وطلس) بلغة الثوار لاشغال السودانيين عن امهات مشكلاتهم وازماتهم .والغريب ذات المجموعة التي كذبت حقيقة كرونا باتت الان تطالب باطلاق سراح رموزها في كوبر حتى لا يصابون بهذه الوباء بل ذهبوا الى ابعد من ذلك حينما اتهموا الحكومة بانها تريد تصفية هؤلاء الرموز البائدة بالكرونا . ولكنهم حينما خرجوا كانوا في قرارة انفسهم يتسترون خلف عدة سيناريوهات تتفق جميعها على هدف واحد هو اثارة الغبار الكثيف في وجه الحكومة حتي تفقد الرؤية تماما وقد ثبت من المشهد العام ان انصار ورموز النظام البائد يستخدمون الان كل فكرهم وعبقرياتهم (لتشتيت الكرة) وهذا اسلوب (عاجز) يلجا اليه دائما الفريق الخصم حينما يفقد القدرة على منازلة منافسه .لكن الواضح ان كل هذه المحاولات كانت ولازالت تراهن على نجاح جهودها وتحركاتها (لتهيئة الملعب) في خطوات استباقية للانقضاض على حكومة حمدوك واعادة الفردوس المفقود , والعرش الذي زلزله الثوار واسقطوه عنوة واقتدارا فهم من اجل ذلك لا يتورعون فتختلط عندهم وسائل الحق والباطل معا لا فرق لديهم في ذلك فالفقد كان جللا وعظيما ولهذا يخططون بالف حيلة (للوصال) فحينا يحتجون ويحتشدون في الطرقات عبر الية (الدفع المقدم) وحينا اخر تمتد حيلهم واساليبهم الماكرة بممارسة اسلوب الاغتيال المعنوي والسياسي للشخصيات النافذة في حكومة (قحت) خصوصا تلك الشخصيات التي يعتقد اصحاب (الفردوس المفقود ) انها تشكل لهم خطرا وكابوسا ضد كل مخططاتهم . ولكن يبدو ان اخطر ما يقوم به هؤلاء (الساقطين) هو نشر الاكاذيب والاشاعات والاخبار والتقارير (الضرار) يفبركون الحقائق او يعيدون انتاجها بما يتوافق مع مخططاتهم هذه فسمموا الاسافير بساقط القول وفاحشه فامتلاءت ضجيجا وصراخا وعويلا فطوعوا فكرهم وفقههم الخاص بان يحيلوا الحق باطلا وضلالا والباطل حقا حتى لم يعد المواطن العادي يميز ما بين الحقيقة ونقيضها وهذا ما يجب ان تفطن اليه حكومة الفترة الانتقالية وتعمل على مكافحته بكافة الطرق والوسائل لان ترك الحبل على القارب في مثل هذه الظروف ربما تشكل تهديدا كبيرا في قناعات الكثيرين في ثورتهم وفي حكومتهم فالامر اذن يتطلب وعلى جناح من السرعة العمل وبشكل جاد لتنقية (المواعين) والمؤسسات والمنابر الاعلامية من بقايا الفكر الاعلامي الانقاذي وتحريرها من الاقلام والابواغ التي لازالت (تنهش) في جسد الثورة وحكومتها وتحاول اجهاضها . ولكن الحقيقة التي يجب ان يعلمها كل من رموز النظام البائد وحلفائه القدامى والجدد ان للثورة (شارع ) يحميها ولو سقط (ثوار اليوم) فان هذه الارض البكر ستنبت من جديد الملايين من الثوار والذين سيقفون سياجا منيعا في وجه كل طاغية او مستبد ينتهك حقوق ومكاسب شعبه ويسرق وينهب مقدرات هذه الدولة ومواردها . فهى اذن تجربة نكراء وعرجاء (وكابوسا) زقنا ويلاته ومراراته وقساوته على مدى ثلاثين عاما جفافا بلا (خصب)

التعليقات