عوافي
السؤال الغالب هذه الأيام في كل العالم هل تعود الحياة إلى طبيعتها ما قبل جائحة الكورونا ؟؟
ففي تقرير لمنظمة الصحة العالمية ووفقاً الي ما آلت إليه اﻻوضاع أنه لربما سينتهي الأمر لضرورة التعامل مع جائحة كورونا مثلها مثل الالتهابات الصدرية والانفلونزا والنزلات خاصة وأن الدراسات لم تنته بعد ولم يحصل على مستخلص علاجي أو مصل وقائي وقد أعلنت بعض الدول عن فض الحظر وبدء ممارسة الحياة كما كانت من قبل مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر في التعامل الذي أساسه الوقاية الاحترازية في شتى ضروب الحياة اليومية وفي ذات الوقت ابدى السودانيون تعاملا غريباً في رفضهم لوجود المعزولين أو المحجورين في أماكن منفصلة وسط الأحياء السكنية حيث رفضت مدينة الأبيض تحديد موقع للحجر وسط المدينة وبناء على ذلك هاجم بعض أبناء المنطقة مكاتب الوبائيات الخاصة بالولاية ورشقوا المكاتب بالحجارة مجددين رفضهم لوجود المرضى أو المشتبه بإصابتهم قرب مساكنهم معتقدين أن ذلك ينشر الإصابة بالعدوى رغم السور البنائي الفاصل !! وأيضاً أبناء مدينة كسلا أخرجوا المعزولين من مكان عزلهم الذي خصص بأحد فنادق المدينة وقذفوهم بكلمات قاسية رغم أن المعزولين كانوا من الكوادر الطبية التي أصيبت اثناء تأدية واجبها بينما رفض ابنا قرية العزازة في وسط الجزيرة التعامل مع أي شخص من قرية فداسي التي يفصل بينهما بضع كيلو مترات وتربطهم العلاقة الرحمية والحميمية لكن هلع الاشتباه بكورونا طمس تلك العلاقات وكادت الخلافات بينهما أن تزهق الأرواح بعد أن سالت الدماء اثر اشتباكات بالسلاح الأبيض !!!
نعم يجب أن يعلو صوت العقل والحكمة الذي يوجب التعليم والالمام بالمعلومات الاحترازية لكيفية التصدي للجائحة ولولا الجودية من أفواه القادة والأعيان كانت الفيصل لارجاع زمام الأمور لحدثت كوارث لا يحمد عقباها.
وفي حواري مع د.ايهاب التوم مدير مكتب وزير الصحة ولاية الجزيرة (نشر بالسوداني الدولية) أكد أن الهلع من شخص مشتبه أو ظهرت عليه علامات الإصابة لن تزال إلا عبر نشر الوعي المجتمعي الذي يحتاج لتكثيف رسائل متعددة من الإعلام .. وأوضح انها مشكلة كثير من الدول خاصة وان الوباء حديث .. واصفاً الإعلام بالسلبية في تركيزه على اشاعة او بث الهلع وعدم معرفة الطرق الصحيحة للوقاية بينما الإعلام الإيجابي يعمل على التوعية ونشر الثقافات الاحترازيه الوقائية وكيفية التعامل مع المريض وأهله في الضائقة النفسية وهو الدور المنوط بالإعلام.
حديث دكتور إيهاب ذكرني ببعض الاسكتشات التى تظهر فيها مجموعة شبابية تقضي وقت الفراغ تلهو بالألعاب الإلكترونية فيعطس أحدهم فيفرون خوفاً من الإصابة بالعدوى ويبقى هو أول اللاعبين الجدد(غرزة) !!!!
ويبقى السؤال:(هل من عودة هل) ؟؟؟!!!
التعليقات