أبوظبي: نجاة الفارس
تقول الروائية آن الصافي: «رمضان له سحر وجمال خاص، عادة هناك طقوس ومراسم تبدأ قبل شهر الصوم، وهي الاستعداد بتجهيز المشروبات والأطعمة المتعلقة بوجبات الشهر الفضيل، جدتي رحمها الله كانت تجعلني أحتفي بهذا الشهر بطريقتها، كانت تقول لي حين كنت في بواكير الطفولة: إن من الممكن أن أصوم منذ لحظة انتهائي من وجبة الغداء، وذلك فقط لأن جسدي صغير، كنت مقتنعة أنني حينها أصوم كما الكبار، خصوصاً أن جدتي تضع بضع تمرات في يدي، ونحن حول المائدة ننتظر آذان المغرب، في صباح عيد الفطر كانت تقول لي: «تقبل الله وثبت الأجر إن شاء الله»، لكم كانت تسعدني بأسلوبها هذا، في السودان رمضان شهر منافسة لدعوة الجيران والأصدقاء والمارة حتى الغرباء إلى طعام الإفطار، عادة توضع الموائد داخل وخارج المنزل لاستقبالهم، روح المجتمع السوداني متسامحة، فنجد المسلمين وغير المسلمين يتشاركون فرحة الشهر بتبادل الدعوات وإرسال أطباق الطعام دون تفرقة.
وتضيف الصافي: «متعة خاصة وجدتها في رمضان هذا العام، حيث أمضيه برفقة الوالدة، فبسبب الوضع الراهن أعتكف لديها منذ أكثر من شهرين، أشاطرها العمل في إعداد الطعام، ومتابعة بعض برامج التلفزة، عادة في أيام الشهر الفضيل، كنا نلتقي مع أفراد العائلة، حالياً وجدنا تطبيقات التواصل نافذة نطل بها، ونطمئن على بعضنا البعض، هذه الوسيلة لا تكفي ولكنها أضعف الإيمان، مع كامل تفهمنا للواقع الراهن ودور كل منا لردع كورونا».
وتتابع: «نحن نمر بمنعطف فارق في مسار الحضارة البشرية على الأرض، ما بعد كورونا لن يكون كسابقه بأي حال، لدي قناعة كما لدى الكثيرين بأن جميع العلوم يجب أن تلتقي لخدمة البشرية، لطالما تحدثنا عن أدوات العصر الحديث واستخداماته، وحدث بشكل متسارع أن وضعت الكثير من التطبيقات والنظم في خدمة الفرد والمجتمع في هذه المرحلة، من ناحية أخرى، نجد أن الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة يوحد البشرية ويؤنسن المجتمعات. في رمضان أكثف القراءة في كتب وأبحاث ودراسات علمية، كما أشاهد وأستمع إلى تسجيلات متعلقة بذات المواضيع، وكذلك بعض القضايا الفكرية والثقافية عبر تطبيق اليوتيوب والقنوات المتخصصة، أكتب وأنشر عبر الصحف والمجلات عدداً من المقالات ذات الطابع الفكري – الثقافي والعلمي، أشعر بأن هذه النوعية من الكتابات لها الأولوية في هذه المرحلة، تتناول الشؤون الاجتماعية والأخذ في الاعتبار ما يدور حولنا، وكيف يمكن توظيف الحرف لخدمة الفرد والمجتمع، من ناحية أخرى أعد الجزء الثالث من كتاب (الكتابة للمستقبل) للنشر».
وتدعو الصافي إلى التنوع في القراءات العلمية والفكرية الثقافية، وخاصة ما يتناول شأن المجتمعات في الوقت الراهن، مثل علم نفس المجتمعات وتطور الحضارات.
المحلية - أخبار النجوم
آن الصافي: مواقف التسامح في الشهر الفضيل لا تنسى

التعليقات