شرف الكلام


⭕ حالة من الحزن خيمت علي قلبي وانا استمع لنباء رحيل الفنان القدير الهادي الصديق تملكني احساس اقرب الي الصدمة بكيته بحرقة فهو الاخ العزيز والصديق النقي والخل الوفي الذي ألجأ اليه حينما تضيق علي الدنيا بما عليها
⭕خمسة وعشرون عاما عمر العلاقة التي جمعتي بالفنان القدير الهادي الصديق التقينا فيها بعشرات الاعمال الدرامية آخرها بيت الجالوص الذي بث في رمضان المنصرم كان يتواصل معي هاتفيا كل يوم واحيانا ثلاث مرات خاصة عندما علم انني طريح الفراش اخر مكالمة جمعتني به كانت قبل وفاته بيوم اتصل ليخبرني بالحادث المشؤم واخبرني انه بخير
ولكن من نبرات صوته راودني احساس ربما تكون المكالمة الاخيرة فقد كانت نبرات صوته تحتشد بالوجع الذي يحاول ان يخفيه بدأ القلق يتسرب الي داخلي وظللت الح في سؤالي له انت كويس يا الهادي في اي اصابة في الراس وظل يؤكد انه بخير
⭕لم يكن الهادي الصديق مجرد فنان عادي وانما انسان جسدت انسانيته انسانية كل الناس مهرجان من الفرح ومصدر لسعادة الاخرين لم اسمعه يوما يغتاب احد او يتحدث في زميل يقابلك دائما بابتسامته وروحه المرحة ودواخله النقية كان يسعي دائما لزرع البهجه في النفوس وان يترك انطباعا جيدا عنه
⭕الهادي الصديق نموزج للفنان الملتزم الذي يحرص علي العمل الابداعي عشق مهنته واعطاها الكثير كان يحرص دائما علي تجويد ادائه يحضر الي البروفات باكرا وداخل الاستديوهات تلميذ نجيب يتبع تعليمات المخرج في تواضع جم
⭕لن انسي وقفته معي وانا اتلمس الخطي في مجال الناليف الدرامي وكيف انه قاتل حتي تري اعمالي النور كبرت علي يديه وتعلمت منه الكثير علاقتي بالهادي الصديق وحبي له جعلني في كل عمل ارسم شخصيته اولا ومن ثما التفكير فيما تبقي من شخصيات كنت اكتب مفرداته وطريقته واسلوبه وربما يكون هذا هو السر الذي جعل الهادي الصديق يشارك في كل الاعمال التي كتبتها
⭕طيلة شهر رمضان لم ينقطع الاتصال بيننا كان مستمتعا بنجاحه في مسلسل بيت الجالوص وشخصية عبد الجبار البلولة كان ينقل لي اصداء المستمعين في حب واعزاز
⭕رحيل الهادي الصديق ترك فراقا كبيرا في حياتي فقدت الصديق والاساذ ومن افضفض له ويحمل عني همومي من ألجأ اليه ساعة ضيقي وانا لله وانا اليه راجعون

التعليقات