الخرطوم :تارا نيوز
أدان تجمع المهنيين السودانيين المحاكمات التي حدثت مجموعة فيد للفنون، حيث أصدر التجمع بيان صحفي عبر فيه عن اسفه لما حدث معتبراً إياها مقصودة لتعكير صفو الثورة وقتل روحها، وأشار التجمع إلى أنه لمن العار أن تظل ذات القوانين القديمة التي صنعت من أجل قهر أبناء وبنات الشعب السوداني ، سائدة رغم ثورة ديسمبر العظيمة التي جاءت لتنهي تلك الممارسات غير الإنسانية والتلاعب بالقوانين وتوظيفها لأجل قمع وقهر وإزلال الشعب السوداني .

“تارا نيوز” تنشر بيان التجمع :

تجمع المهنيين السودانيين

بيان

بسم السلام ﻧﺒﺪﺍ
ﺭﺍﺣﺔ ﻏﻨﺎﻭﻳﻨﺎ
ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻃﺮﻭ ﺗﺘﻤﺪﺍ
ﺳﺎﺣﺔ ﺣﻜﺎﻭﻳﻨﺎ
ﻭﻧﺘﻐﻨﻰ ﺑالأﻃﻔﺎﻝ ﻳﺎﻫﻦ ﺗﻘﺎﻭﻳﻨﺎ
ﺑﻨﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﻋﺘﺎﻝ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎ
ﻳﺮﻓﻊ مع الﺷﻮﺍﻝ ﻛﻔﻮ ﻭﻳﺤﻴﻴﻨﺎ
ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻟﻮﻧﺶ ﺷﻐﺎﻝ ﺻﻨﻌﺔ أﻳﺎﺩﻳﻨﺎ
يعلن تجمع المهنيين عن أسفه البالغ وإدانته الشديدة للاحكام التي تمت في حق مبدعين سودانيين شباب من مجموعة “فيد للفنون”، وهم: حجوج محمد حاج عمر، ودعاء طارق محمد أحمد، وعبد الرحمن محمد حمدان، وأيمن خلف الله، وأحمد الصادق أحمد، الذين تم الحكم عليهم بالسجن لمدة شهرين والغرامة ٥ آلاف لكل شخص بتهمة الإزعاج العام، والذين تم نقلهم إلى سجن “سوبا”، بعد حلاقة شعر اثنين منهم قسرا إمعانا في إزلالهم، فيما تم الإبقاء على دعاء طارق في سجن النساء بأمدرمان، ومازال في الانتظار تقديم ستة آخرين من أعضاء المجموعة لمحاكتهم بذات التهمة.
ولئن كانت تلك الأحكام قد جاءت تحت مبرر الإزعاج العام، فإن الأحكام هي بمثابة تعكير مقصود للروح الثورية التي انتظمت كل البلاد، وتسفيها لا يحتمل للأحلام الثورية بتحقيق غد جميل لبلادنا ينتصر للإبداع والمبدعين وللإنسان والخير والجمال.
إن من العار أن تظل ذات القوانين القديمة التي صنعت من أجل قهر أبناء وبنات شعبنا، سائدة رغم ثورتنا العظيمة التي جاءت لتنهي تلك الممارسات غير الإنسانية والتلاعب بالقوانين وتوظيفها لأجل قمع وقهر وإزلال شعبنا.
إن الثورة الحقيقية هي التي تقدر قيمة الجمال، وتغير في المفاهيم وطرق التفكير القديمة، وبدون ذلك لا سبيل لبناء جديد، إذ أن البناء يقوم على أنقاض التقاليد والعادات البالية، وكذلك لأن الجديد ينشد تحقيق الأهداف والغايات التي تغنى بها شعبنا في الشوارع حرية وسلام وعدالة، فكيف يمكن أن تتحقق العدالة وجهاز الدولة القديم مازال قائما، وقوانينها مازالت سائدة، تلك التي تكمم الأفواه وتقمع التعبير تلجأ للحلول الأمنية، ولا تلقي بالا للجمال؟ وكيف سيتحقق سلام النفس وتسود الطمأنينة دون أن يكون الأدب والفن هو الضامن للسلام؟ بل وكيف ترتاح النفوس بعد طول كبد ومعاناة دون أحلام نصيغها وندوزنها أغنيات ونرددها هتافات تلعن ظلام القمع وتبشر بصبح لابد أن يسفر؟ بل وكيف للعدالة أن تتحقق دون أن بناء وجدان سليم وحس عامر بالفنون؟
إن ما حدث هو ردة كبيرة عن طريق الثورة، هو محاولة لقوى القبح أن تهدم كل ما هو جميل وإنساني، فالثورات هي المحاولات الإنسانية المستمرة للتحرر وفك الاغتراب، اغتراب الإنسان عن جوهره وإنسانيته.
إن تجمع المهنيين السودانيين يدعو جميع الأجسام المهنية وكل الجماهير، للوقوف ضد هذا العبث بمعاني الثورة الحقيقية، وندعو الفنانين والأدباء والموسيقيين والتشكيليين إلى غضبة ضد هذا القبح بأدواتهم ووسائلهم السلمية الجمالية، فالشوارع يجب ألا تفرغ من الفنون بكل أنواعها وأشكالها، لوحات تعبر عن توق الإنسان إلى الحرية، وأغنيات تنشد السلام، وشعر يحلق في سماوات العدالة، فعاليات تضيء سماء السودان المعتمة، فعل سلمي يقاوم وينتمي لثورتنا المجيدة.

إعلام التجمع
19 سبتمبر 2020

التعليقات