من الحكايات التراثية التي استدلُ بها على استفادة الحرافيش والانتهازيين من سيط المشاهير والكبار، ودائما ما تكون حصيلة الكبار منها أقاويل وبذاءات الوشات والعوازل.
فجميل بثينة مثلا الشاعر الرقيق العاشق الملهم لم يجد منها رغم شهرة حبه الكبير وشغفه لا لثمة يد ولا حتى قبلة عابرة. يقول أصحاب السير أن صانعي الأسمار استرزقوا بمئات القصص والحكايات والنوادر المنحولة عن متعه وصلاته المتخيلة ببثينة.
وهذا يذكرني باستفادة القحاطة من شهرة وسمعة ثورة ديسمبر فقد نالوا بها المناصب والوزارات والسفارات والامتيازات والاموال والاسفار ورد الاعتبار. أما صاحب الشان الشعب السوداني (جميل عصره) فلم ينل إلا مذلة الصفوف، ووعثاء الفقر والجهل والمرض، ومستتبعاتها من الخبز المر، وأمية الأبناء، وصلف اليانكي، وتفشي الجريمة، والخوف المشاع.
وما أصدق تعبير جميل بثينة حين قال معلقاً على حالته التي تشابه حالة شعبنا الطيب:
وإنـي لأرضى من بثينة بالذي
لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بـلا، أو بألا أستطيع، وبالمنـى
وبالأمل المرجو قد خاب آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول ينقضي
أواخره ما نلتقي وأوائله
باختصار إن حظ جميل من بثينة، والشعب السوداني من (ديسمبر ) لم ينالا منهما شروى نقير وبالعامية السودانية (ما لقوا التَّكْتح..!!)

التعليقات