الخرطوم : أحمد جبارة
حطت طائرة وزير الخزانة الأمريكية إستيفن منوشين في مطار الخرطوم قادمة من وأشنطن ، في أول زيارة له تستغرق يوما واحدا ، وبحسب بيان صادر من مجلس الوزراء ، فإن الزيارة تأتي في إطار تطور العلاقات بين سودان الثورة والولايات المتحدة الأمريكية لاسيما بعد رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كما قال مجلس الوزراء ، إن الزيارة تأتي في وقت استعاد فيه السودان وضعه السيادي في العالم الامر الذي يحصنه من جميع الدعاوى المستقبلية أمام المحاكم الأمريكية .
فلاش باك
لم تكن زيارة وزير الخزانة الامريكي هي الزيارة الوحيدة لمسؤول رفيع يصل السودان ، فقد سبق وأن تتالت زيارات كبار المسؤولين الأميركيين إلى السودان ، ابرزهم وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الخزانة ومسؤول الشؤون الأفريقية في الخارجية تيبور ناجين، كما إنه ستصل اليوم رئيسة بنك الاستيراد والتصدير الأميركي كيمبرلي ريد، برفقتها وفد عالٍ، ومن المقرر أن تناقش عودة السودان إلى النظام المصرفي العالمي.
لماذا الزيارة؟
بحسب بيان مجلس الوزراء فإن إستيفن منوشين سيعقد لقاءات مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، وعدد من الوزراء والمسؤولين بهدف مناقشة الوضع الاقتصادي والمساعدات التي ستقدمها أمريكا للسودان بجانب موضوع حلحلة ديون السودان وموضوعات أخرى ذات طابع مشترك.
قفزة تاريخية
رئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك رحب بزيارة وزيرة الخزانة الأمريكي إستيفن منوشين حيث قال في تغريدة “رحبتُ اليوم بالسيد ستيفن منوشين في زيارة تاريخية كأول وزير للخزانة الأمريكية يزور السودان ، وتابع ، تأتي هذه الزيارة في وقت تُحقق فيه علاقاتنا الثنائية قفزات تاريخية نحو مستقبل أفضل. نحنُ نُخطط لاتخاذ خطوات ملموسة اليوم لتدشين دخول علاقاتنا الثنائية عهد جديد”.
مذكرة تفاهم
ولان زيارة وزير الخزانة الامريكي طابعها إقتصادي في المقام الاول ، وقعت وزارة المالية معه مذكرة تفاهم لتصفية متأخرات السودان للبنك الدولي وتمكين السودان من الحصول على ما يفوق المليار دولار سنوياً ، وقال بيانٌ صادرٌ من وزارة المالية ، إن توقيع مذكرة التفاهم لتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي والتي ستمكن السودان من الحصول على ما يزيد عن مليار دولار سنوياً من البنك الدولي لأول مرة منذ 27 عاماً ، وبحسب وزارة المالية ، فإن الزيارة تعتبر خطوة نحو استعادة الحصول على تمويل المؤسسات المالية الدولية، بجانب إنها إنجازاً للحكومة الانتقالية ، فضلا على أنها خطوة مهمة في طريق البلاد نحو إعفاء الديون ، بجانب الاستفادة من منح المؤسسة الدولية للتنمية لتمويل مشاريع البنى التحتية الكبرى وغيرها من المشاريع التنموية في جميع أنحاء السودان ، وقالت المالية إن التمويل الدولي سيوفر دعماً محورياً لتحقيق الاستقرار الاقتصادي بالتزامُن مع الإصلاحات التي تنفذها الحكومة الانتقالية، والتي تسعى بحسب وزارة المالية لمعالجة التشوهات الهيكلية في الاقتصاد وتعزيز النمو وتشجيع الاستثمار وبناء اقتصاد مزدهر لجميع السودانيين، خاصةً الشباب والنساء والمجتمعات المتضررة من الحروب والتهميش.
زيارة تاريخية
أستاذ العلاقات الدولية بجامعة امدرمان الاسلامية بروف عبده مختار يقرأ زيارة وزير الخزانة الأمريكية للسودان من عدة زوايا ، إذ قال في إفادته (للجريدة) إن الزيارة تعد افضل من الزيارة السابقة التي قام بها وزير الخارجية الامريكي لجهة أنها كانت زيارة من أجل تطبيع السودان مع إسرائيل ، وأضاف ، أما زيارة وزير الخزانة الأمريكي جاءت في وقت رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب ، كما أنها زيارة بغرض التعاون بين السودان والولايات المتحدة في مجالات عديدة أبرزها الجانب الاقتصادي ، واصفا الزيارة بالتاريخية وأنها مدخل لتدفق الاستثمارات العالمية على السودان ، مشددا على ضرورة الاستفادة منها وذلك عن طريق أن تستصحب وزيرة المالية معها خبراء من الجامعات وبنك السودان المركزي ووزراء سابقين لجهة إن زيارة وزير الخزانة مهمة وتطلب حنكة وأفكار ورؤى الخبراء والمختصين ، مؤكدا أن هذا وقتهم ومناخهم لتقديم عصارة تجاربهم وخبراتهم للسودان ، وقطع بأن الولايات المتحدة الامريكية دولة مفتاحية لكل العالم لاسيما في الجمال الاقتصادي ، داعيا الحكومة للإستفادة من الزيارة لجهة أنها ستكون بداية لتدفق الإستثمارات الامريكية و الاجنبية للسودان .
زيارة مهمة
في الصدد أعتبر أستاذ الاقتصاد بجامعة المغتربين د. محمد الناير زيارة وزير الخزانة الأمريكي بأنها نقطة تحول كبير جدا بالنسبة للإقتصاد السوداني لاسيما بعد الحظر الاقتصادي الذي دام إلى حوالي ٢٧ عام ، مؤكدا أن وزارة الخزانة الأمريكية تعنى بقرارات الحظر ومخاطبة المؤسسات الدولية والتي يتبع لها مكتب مراقبة الاصول الأجنبية ، لذلك بحسب الناير فإن زيارة إستيفن تشكل أهمية كبيرة جدا للإقتصاد السوداني ، وأضاف ، كذلك زيارة رئيسة البنك والإستيراد الامريكي اليوم أيضا تؤدي إلى تحول كبير جدا في العلاقات الاقتصادية السودانية الامريكية و الغرب بصورة عامة ، لافتا إلى أن الزيارة سيتم التوقيع فيها على الغرض الجسري والذي هو القصد منه إيداع مبلغ دولار في حساب السودان لدى البنك الدولي والذي لايمكن للسودان أن يسحبه ، مستدركا ” لكن هذا المبلغ تم إيداعه في حساب السودان بغرض تنشيط الحساب حيث معلوم أن الحساب ظل راكدا طويلا لفترة طويلة لعدم قدرة السودان التعامل مع المؤسسات الدولية ” موضحا أن تنشيط الحساب مهمته تمكين السودان من جدولة مديونيته من صندوق النقد الدولي وبالتالي الاستفادة من القروض التي يمكن أن يستفيد منها في المرحلة القادمة ، وأكد الناير أن الزيارة ستفتح الطريق أمام التحولات للمصارف السودانية لجهة أنها كانت تعاني من تعقيدات في حصيلة الصادر وهو الامر الذي كان يؤثر سلبا على الصادرات حيث بحسب الناير فإن السودان كان يستورد بعض السلع التي تأتي من الغرب عبر أمريكا ودول أخرى والتي كانت تعتبر تكاليفها عالية جدا ، مؤكدا بعد الزيارة سيتمكن السودان من الإستيراد بطريقة مباشرة من دولة المنشأة سوأء كانت أمريكا او اوربا ، مشددا على ضرورة أن تكون المصارف السودانية جاهزة ومستعدة لهذه المرحلة وذلك عن طريق رفع رأس المال البنوك المدفوع إلى خمسة مليار جنيه للبنك الواحد .
زيارة إجابية
الناير في حديثه (للجريدة ) قال إن الزيارة كذلك تفتح الباب لبداية لمطالبة إعفاء السودان لديونه كلية أو جزئية والتي تبلغ حوالي أكثر من ٦٠ مليار دولار علما بأن أصل الدين فقط ١٧مليار دولار و٤٣ مليار دولار هي فؤايد وجزاءت خدمة الديون وهو ذات الامر الذي شكل عئبا على الإقتصاد السوداني ، وتابع ، الزيارة ستفتح الباب ايضا للإستثمارات العربية لاسيما بعد المصالحة الخارجية التي تمت حيث ستصب في مصلحة السودان في المرحلة القادمة من ناحية إجابية ، بجانب أنها ستنعكس على المنطقة العربية خصوصا السودان لجهة أنها تساعد السودان في التعامل مع كل دول الخليج بلا إستثناء وفتح مجال الاستثمارات لهم ، مؤكدا أن التعامل في هذا الامر سيزيد من حجم التبادل التجاري ويزيد من حجم الاستثمارات الخليجية والامريكية لاسيما في مجال التكنلوجيا والتي تؤدي إلى زيادة في معدلات الانتاج في قطاعات مهمة كقطاع البترول والتعدين وغيرها من القطاعات الاخرى ، وأعرب الناير عن أمله بأن توظف الحكومة المناخ الإجابي المتمثل في – رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب والاجواء الإجابية في الخليج والتوقيع على القانون الخاص بالحصانة – لمصلحة المواطن السوداني ، مستدركا ، لكن سياسات الحكومة الانتقالية في موازنة ٢٠٢٠ _٢٠٢١ لاتصب في مصلحة المواطن ولاتريد إشعار المواطن بأن هنالك تحسن قادم ، مشددا على ضرورة أن يكون هنالك تغيير في هذه السياسات بحيث تتخذ سياسات تخفف على العئب على المواطن بدلا من إرهاقة وزيادة العئب عليه بصورة كبيرة .

التعليقات