رغد وسلوي هل من عودة الي حضن الوطن؟؟

مدخل..
ليس العنوان كذاك العنوان الذي كان يطالعنا في كتاب المطالعه عن سهام والهام اللائي جمعهن القطار وهن في طريقهن الي حلفا..ولا امل وبدر تلك الثنائيات المبتكره للتعليم في الزمن الجميل..زمن التعافي والتصافي.والخير الوفير..والقلب النقي والاكل الطيب والعافيه الدرت..زمن لم يكن فيه من الامراض غير الملاريا.والصداع اما الالتهاب المزمن فكان ياخذ اسم الكتكوته.. والتداوي لايتجاوز حبوب الاسبرو ..من اقرب دكان وشوية حرجل .كان الكمون علي شاي الصباح شفاء وزيت السمسم علاج ولبخ الجروح بالحلبه عافيه وغلي المحريب وقاية..

اما في زمننا هذا فقد تعاظمت الامراض واستعصي العلاج.. حتي حبوب البندول في الطبالي اصابها الشح..
عن رغد اكتب وعن سلوي احدثكم اليوم..فسلوي او (سليوه) كما يحب ان يدلعها والدها المكافح نصرالدين ويناديها في الصباحات وهي تستلقي علي سريرها امام بوابة العناية المكثفه بمستشفي ميوت بالهند تتمدد شاخصة البصر تستجدي عطف من في السماء عرشه وتستنطق اشعة الشمس فوق البنفسجية بعضا من الروح وقليلا من العافيه ووالدها يناديها في كل صباح ويناجيها (يلا ياسليوه فوقي يلا نمشي البيت اخوانك منتظرينك)..
فتجيبه بالسكات وتلوذ في صمتها العميق ..تري هل تسمعه ؟؟هل تراها فهمت كنه حديثه ؟؟.هل استجابت..هل تجاوبت؟؟لا ادري..فهو كذاك الشاعر الذي يناجي البحر يوماتي…قائلا
قد سالت البحر يوما هل انا يابحر منك؟؟
اصحيح مارواه بعضهم عني وعنك..؟؟
ضحكت امواجه مني وقالت .. لست ادري…. لكن نصرالدين لايمل من السوال ولايسام من النداء..فهي عنده كمعشوقة شاعر الموسيقار وردي وهي يهتف بين انغامه الشجيه(بنااديها)..
وكل يغني علي ليلاه..وهم في العشق سيان..
.
اما انا فاسال نفسي يوميا عن سر هذا التواصل والتناجي بين نصرالدين وطفلته الشاخصه ببصرها تشقق تخترق طبقات السماء السبع تناجي رحمانهما والرحيم..بلا ياس..
منذ ان حطت قدماي مدينة مدراس جنوب الهند طالبا مستشفي ميوت لجراحة القلب للاطفال. في شهر ديسمبر من العام السابق.استقبلني هذا السوداني المستف بسودانويته نصرالدين صالح.قمة البساطة والنبل وخير دليل لكل من اتي مستشفيا وخير معين..سالته فوجدت طفلته سلوي قد اجريت لها عملية في القلب..ولكنها تعرضت لشلل كامل..افقدها الحراك والنطق والقدره علي الاكل…
عدنا الي السودان ولم يعد..
فرحنا باهلنا وفرحوا بنا وفرح لنا وهو يودعنا ويستف لنا شنط العودة ويساعدنا في شراء بعض المستلزمات من السوق ويودعك هاشا باشا حتي بوابة العربة التي تقلك الي المطار..
تتخيل ان كل هذه الشهامة نتيجة ود خاص لك ..ولكنه يكررها مع كل سوداني مسافر الي الوطن وبنفس السيناريو..والاريحيه..
انه نصرالدين الشهم الصبور الذي تتجسد فيه معاني الشمعه التي تحترق لتضي الدرب للاخرين..
معدن اصيل ونخوة سودانية خالصة لم تختلط بها الشوائب..
اسائل نفسي في الصباحات والامسيات.هل في فرحي الهيستري بشفاء ابني دفع الله خيانة لنصرالدين وطفلته سليوه؟؟..فقد عاش معنا الفرح في كل مراحله.وبكل مشاعره..
فالان هو يعيش الحزن والالم والماساة بكل معانيها..ستة اشهر بتمامها وكمالها وهو ببلاد العجائب..كل يوم تزيد المنصرفات بمعدل 250 $ دولار يوميا هي كلفة الاقامه في غرفة العناية المركزة.. بعيدا عن شراء الادوية ..ومنصرفات الاكل والشرب له ولاسرته.. والذي اعتقد جازما انهم لاياكلون نصف وجبة في اليوم..
فمن اين لهم بهذه التكاليف الباهظه..وهو يعمل سائق امجاد قام ببيعها ..وبيع كل مايملك..واعلم يقينا ان الظهر قد اصبح يئن من كترة الدبر ولم يعد قادرا علي تحمل وضع البردعه عليه…
تواصل معي الاخ المترجم والمدير الاداري لجناح الاطفال الاخ الخلوق محمد النعيم والذي لا يألو جهدا في مساعدة السودانيين هنالك.ولايدخر وسعا..وهو يحكي لي في اسي ان علاج المذكوره اصبح علاج طبيعي فقط نتيجة الجلطه التي اصابتها وتحتاج الي وقت…وتحتاج العودة للسودان ولكن ديونهم المتراكمه تظل هاجسا يحول بينهم والعودة الي الوطن..
اما رغد تلك الامورة من شرق البطانة فقد تركناها هنالك ايضا تحتاج الي عملية ثانية بعد ستة اشهر فاختاروا البقاء هنالك حتي زمن العملية الثانية ..وفي كاهلهم ديون العملية الاولي بتكلفة ستة الف دولار..وجاء زمن اجل العملية الثانية ولكن الدولار قفز الي عنان السماء..وطارت معه كل آمال العلاج..فلا هم طالو بلح العلاج ولا هم نالو عنب العودة الي الوطن بسبب حجز جوازاتهم بالمستشفي..
نعلم تماما حال البلد المتعسر وحال العباد الصعبه..لكنها استغاثه نبعثها في بريد كل الخيرين في بلادي وهم كثر ان يتصدقوا مما اعطاهم الله في نجدة هاتين الاسرتين المكلومتين والمكتويتين بنار الغربة والمرض..

وهي رسالة ابعثها في بريد المسئولين في بلادي..
وعلي راسهم السيد الفريق اول البرهان فهو نسالة بحق الكاكي اولا فوالدة سلوي هذه تتبع لقواتنا المسلحة التي انت قائدها وحادي ركبها وهي برتبة الرقيب واسمها ريم تتبع لادارة نظم المعلومات ونناشد ايضا السيد الفريق اول محمد حمدان دقلو ..والسيد الدكتور حمدوك والسيد الدكتور جبريل ابراهيم..
وسفارة السودان بالهند..

لتقديم يد العون والتكفل بالمنصرفات العلاجيه وعودتهما الي ارض الوطن..

نعلم اننا لسنا في زمن الصحابه حتي نقول لهم لقد تعثرت بغلتكم شرق بلاد الشام في ارض العجائب فاعيدوا لنا رغد وسلوي الي حضن الوطن….
فالخير في وفي امتي الي يوم القيامه…
والله من وراء القصد…

التعليقات