المصدر :وكالات

في أعقاب تجاوب الحكومة الإسرائيلية مع مطالب الحركة الإسلامية الشريكة في الائتلاف، وتسوية الخلافات معها بشكل سريع ودي، خرج نواب المعارضة اليمينية، بقيادة رئيس الليكود بنيامين نتنياهو، بهجوم شديد على رئيس الوزراء نفتالي بنيت، واتهموه بـ«الرضوخ لعملية الابتزاز التي قامت بها هذه الحركة».
وقال نتنياهو، خلال كلمة له أمام اجتماع كتلة الليكود في الكنيست أمس (الاثنين)، إن «بنيت سارع إلى إرضاء الحركة الإسلامية لأنه عديم المبدئية فاقد القيم». وأضاف: «لو طلب منصور عباس (رئيس كتلة الحركة الإسلامية) من بنيت أن يقف على ساق واحدة في الشارع، فإنه سيفعل ذلك. بنيت رئيس وزراء ضعيف وجد نفسه في منصب قمة الهرم السياسي؛ إنه في الواقع رئيس وزراء دمية، ولكي يبقى في منصبه يجعل الحكومة حكومة لدولة فلسطينية إسرائيلية».
وكانت الحركة الإسلامية قد أعلنت، الأحد، عن وقف تأييدها للحكومة، والامتناع عن التصويت على أي قانون أو قرار برلماني تطرحه، احتجاجاً على تأخير تنفيذ بنود في الاتفاق معها تتعلق بقضايا المواطنين العرب في إسرائيل عمومًا، وسكان النقب بشكل خاص. وقد سارع بنيت وشركاؤه في الحكومة إلى التجاوب مع مطلب الحركة. ومع أن الحكومة كانت قد أنهت جلستها، فقد اتصل بنيت بالوزراء هاتفياً في ساعة متأخرة من الليل، واتفق معهم على قرار للحكومة يقضي بقبول طلب النائب منصور عباس بنقل صلاحيات سلطة توطين البدو وقسم التطوير الاقتصادي الاجتماعي لبدو النقب إلى وزارة العمل والرفاه، وذلك تمهيداً لتنفيذ الاتفاق، بالاعتراف الفوري بثلاث قرى بدوية كانت معدة للهدم، وتوسيع نفوذ بلدات أخرى.
وقد قوبلت هذه الخطوة بانتقادات شديدة من المعارضة، وعقب النائب الليكودي ميكي زوهر بالقول: «من غير المفاجئ قبول بنيت بكل المطالب؛ هذا ما يحدث عندما لا تجد خلفك داعمين وجمهور… الدولة ستعود للوراء ما بقي بينت رئيساً للحكومة».
لكن بنيت أصدر بياناً أوضح فيه أن قرار الحكومة هو تنفيذ للاتفاقيات الائتلافية الموقعة الموجودة بحوزة جميع أعضاء الكنيست، واتهم المعارضة بالتزوير. ودافع عن القرار كل رؤساء أحزاب الائتلاف، فقال وزير الأمن، بيني غانتس، رئيس حزب «كحول لفان»، إن المعارضة أصيبت بهستيريا لأنها ترى أن الحكومة تعمل بانسجام ووحدة. وقال وزير القضاء، جدعون ساعر، إن المعارضة تتصرف بحماقة لأنها لا تستوعب أن هناك حكومة شرعية في إسرائيل، وأنها تحل مشكلات حقيقية تراكمت في زمن حكومات نتنياهو.
ومن جهته، قال النائب د. منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة والحركة الإسلامية، إن «الموحدة» تدفع الحكومة والوزارات لاتخاذ قرارات عملية لصالح مجتمعنا العربي. وتابع أن «(الموحدة) تؤكد أن نموذج العمل الذي تريده مع الحكومة هو نموذج الشراكة الحقيقية المتكافئة الواضحة الشفافة التي تحترم مكانة المواطن العربي، وحقه في تغيير السياسات الحكومية واتخاذ القرارات لصالحه».
ونفى عباس ما نشر عن أن كتلته غضبت بسبب وجود اتصالات من وراء ظهره بين الحكومة و«القائمة المشتركة للأحزاب العربية»، وقال: «لا علاقة لما يجري بين (الموحدة) والائتلاف الحكومي بالقائمة المشتركة من قريب أو من بعيد. بل على العكس، (الموحدة) معنية بتوسيع الشراكة في الائتلاف، لتشمل (المشتركة) أو أوساطاً في القائمة المشتركة، وتؤكد أن أي اتصال للائتلاف مع نواب (المشتركة) يتم بالتنسيق والتفاهم مع (القائمة العربية الموحدة)».
وتابع عباس: «مجتمعنا سئم نموذج (دكة الاحتياط)، واللعب على الهامش وتحت الطاولة. نموذج (دكة الاحتياط) يسيء لمكانة العربي ومنجزاته السياسية، ويُعتبر تراجعاً عن المكاسب السياسية التي حققتها (القائمة العربية الموحدة) خلال العام الأخير».
يذكر أن نتنياهو هاجم بنيت أيضاً على مبادرته لتحسين العلاقات مع الأردن، وقراره زيادة كمية المياه للأردن، وتعامل مع الموضوع كما لو أنه «تعاون مع العدو»، فقال إن «بنيت التقى الملك عبد الله قبل أسبوع ونصف الأسبوع، ومنحه المياه، ولكنه لم يفهم أن (الملك) عبد الله يعطي وقوداً لإيران؛ إيران تخطط لكسب هذه الدول، وتنجح في إبعادها عن إسرائيل}. وزعم أن سلطنة عمان {أوقفت خطوات التطبيع مع إسرائيل بسبب الضغط الإيراني}. وتابع: {الآن، كل شيء يسير في الاتجاه المعاكس. عندما يرون رئيس حكومة ضعيفاً في إسرائيل يبتعدون. عندما كانوا يرون رئيس حكومة قوياً تقربوا منا».

التعليقات